تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخروج من الطفولة

رؤيـة
الأربعاء 17-12-2014
سوزان إبراهيم

في كلمة ألقاها أمام حشد من الناس, قال باتريك موديانو حامل نوبل الأدب هذا العام إثر تسلّمه الجائزة: «أنتمي لجيل لم يسمح للأطفال بالحديث إلا في بعض المناسبات النادرة، وإذا طلبوا تصريحا بذلك،

ومع ذلك لم يسمعوهم وفي الغالب الأعم كانوا يقطعون حديثهم.»‏

سيثير كلام موديانو خلفيات ذاكرتنا والطفولة القابعة هناك.. نحن أيضاً ننتمي لجيل لم يسمح للأطفال بالكلام بين الكبار, وفي بعض الأحيان لم يسمح بجلوسهم بين الكبار, فهل بدأ الوعي الجمعي لهذه الأجيال من الأطفال الذين صاروا رجالاً ونساءً يأخذ حقه عنوة ويحاول التعويض؟‏

إن الجميع يبحث عن طريقة ما للتعبير عن الرأي.. وحين يُحرم منها سيجد البدائل المناسبة.. بعض تلك البدائل رائعة كالكتابة مثلاً.. أو كل ما يدخل محترف الفن.. أما بقية الطرق فأظنها قد تشعل الحرائق حولها.‏

كي يخرج الطفل من أبواب الطفولة لابد له من الاندماج رويداً رويداً بعالم الكبار.. وأن يجيد وسائلهم وأهمها الكلام.. حين يعطى الوقت اللازم للتعبير عن نفسه وأفكاره, لن يكون متردداً خائفاً من غضب الكبار وعواقب الكلام عند الخطأ.‏

في الحرب تكثر أوقات الصمت بين الكبار والصغار وكأن الكلام حلية زائدة عن الحاجة إذ ما فائدة الكلام ههنا ولا صوت يعلو على صوت الخراب.. لكن الحقيقة الموضوعية تؤكد أننا بحاجة قصوى للكلام خاصة في أوقات الحرب.. عسى يعمل بعضه على تفكيك القلوب المفخخة والعقول المفخخة بالكره والحقد وحب الذات.‏

نحن اليوم جميعنا أطفال لا يسمح لهم الكبار بالكلام ولهذا نتردد ونتلعثم ولا نجيد سوى الصمت والكتابة ليأتي يوم ونجبر الكبار على قراءة ما مُنعنا من قوله في حضورهم.‏

suzan_ib@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1437
القراءات: 1380
القراءات: 1607
القراءات: 1517
القراءات: 1596
القراءات: 1991
القراءات: 1401
القراءات: 1527
القراءات: 1506
القراءات: 1574
القراءات: 1504
القراءات: 1609
القراءات: 1570
القراءات: 1513
القراءات: 1578
القراءات: 1616
القراءات: 1596
القراءات: 1627
القراءات: 1631
القراءات: 1577
القراءات: 1597
القراءات: 1639
القراءات: 1655
القراءات: 1668
القراءات: 1618

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية