| المقامة الشبابية أبجــــد هـــوز أنه قبل أربع خمس سنين، اجتمع بزوجته أم المؤمنين، وتدارسا في وضع الاولاد، كل واحد منهم في واد، فقالت هي ماذا نعمل، لنضمن لهم المستقبل؟ أتراها مقبولة وواردة، أن يدشروا كالكلاب الشاردة؟ فشفط من سيجارته شفطة، أوقعت رئته في ورطة، وبعد فاصل من السعال، كاد يخنقه لامحال، تنفس وتنهد ثم قال: أنا لا أحب أن أكذب، علمت أن محافظة ادلب، قد درست أوضاع الشباب، من كل فصل وبند وباب، وأرادت أن تتعطف عليهم، وتلهم من الازقة وتؤويهم، فأوعزت للجمعية السكنية، أن تخصهم بالاولوية،وتبني لهم مساكن شبابية، وسرعان ما تراكض الشباب، للتسجيل لديهم والاكتتاب، فإذا أرتأيت أن نؤوي الاولاد،مثلنا مثل باقي العباد، هلمي إلى تحصيل الربع، وباشري أغراضنا بالبيع! وباع أبو صطيف البراد، والغسالة وتخوت الاولاد، والكونديشن المسمى ( مكيف)، الذي يشتي عليه ويصيف، ومؤونة العسل والدبسات، والدش وإبرة ( العربسات)، والطشت والصحن والدبسية، ومجموعة الطاقة الشمسية، وباعت أم صطيف الأساور، والإبريق والركوة والسماور،وباعت نصف لبسها، والبالطو وبدلة عرسها، ولولا الحياء والعيب، لما أبقيا قرشاً في الجيب. وقال السيد أبو صطيف، معبراً عما لحقه من حيف، بعد أن تنهد وتحسر، ونفخ نفخة تحرق البيدر: لقد مضى بالكمال والتمام، أربعة من الاحوال والاعوام، الاطفال صاروا شباباً، والرجال صاروا شياباً، والفقراء ظلوا ( غلاباً) ، ومتعهدو هذه المساكن، لم يحركوا لاجلها الساكن، أعترف لك بأني مغفل، وأنني لا أدري ما أفعل، هل أسحب من الجمعية النقود، وآخذ طريقي وأعود؟ أم أتقلب على جمر النار، ولا أفعل سوى الانتظار؟ حك أبو مرداس رأسه، كتلميذ يتذكر درسه، وقد كتب شيئاً ثم محا، وقال لابي صطيف ناصحاً: برأيي أن هذه المشكلة، لم تتحول بعد إلى معضلة، فطالما ان هناك احتمالات، وقال وقيل وخذ وهات، سنعتبرها هينة بسيطة، كخطوط السكن على الخريطة، لكن الشيء المخيف، والبايخ والهايف والسخيف، وهو أن تكسب الجمعية الرهان، وتنجزالمساكن بعد زمان، بعد أن تموتوا على الايمان، وتصبح وزوجتك في خبر كان!
|
|