صعود الإسلاميين
البقعة الساخنة الأثنين 2-7-2012 عدنان علي مع أداء الرئيس المصري المنتخب اليمين الدستورية، أو بالأحرى الأيمان الدستورية، تكون مصر الثانية بعد تونس التي تتوج ديمقراطيا حكم الاسلاميين الذين كسبوا معظم رصيدهم الشعبي بسبب فشل سياسات الحكومات السابقة.
وبوجود الاسلاميين اليوم في سدة الحكم، تنتفي عنهم هذه الصفة، ويقع عليهم اثبات انهم بديل حقيقي عن كل الانظمة التي عارضوها منذ نصف قرن وأكثر. ويبدو هذا التحدي جليا بصورة أكبر في مصر التي فاز فيها المرشح الاسلامي بأغلبية بسيطة رغم انه تنافس مع من اعتبر ممثل للنظام المخلوع، وهو ما يشير إلى حقيقة قد لا يلاحظها بوضوح معظم المهللين أو المتوجسين من صعود الاسلاميين، وهي ان رصيدهم مستمد من منعهم، وأن اتاحة الفرصة لهم للوصول إلى السلطة هي الخطوة الاولى لكشف حجمهم الحقيقي الذي سوف يقاس من الان وصاعدا بما لديهم من برامج وخطط لمواجهة التحديات الجسام التي تواجه مصر، إن على الصعيد الداخلي حيث توفير الامن أولوية قصوى ثم التصدي للوضع الاقتصادي المتأزم، أو على الصعيد الخارجي حيث يتطلع كثير من العرب إلى مصر لاستعادة دورها ومكانتها التي حطت بها عقود من حكم ما بعد عبد الناصر .
واذا كان من غير المرجح ان تنتج ثنائية العسكر والاخوان في مصر مضمونا فارقا عما سبق، لكن الاجواء الجديدة قد تتيح حراكا سياسيا وفكريا منتجا يغربل ما لدى القوى المختلفة من برامج واجتهادات باتجاه بناء هياكل سياسية جديدة تضمن الحريات والتداول السلمي للسلطة.
|