تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الذريعة الوحيدة!

معا على الطريق
الأحد 26-5-2019
أحمد ضوا

يكفي أن يزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدرج على قوائم الإرهاب الدولية المعتمدة من قبل مجلس الأمن أن الجيش السوري استخدم (الكيماوي) حتى تتحرك آلة الغرب السياسية والإعلامية في هذا الاتجاه دون الأخذ بعين الاعتبار أن المعلنين هم إرهابيون وفق القانون الدولي.

هذا الواقع الصادم والمنافي لكل قواعد علم السياسة والإعلام تكرر لمرات عديدة خلال الحرب الإرهابية على سورية، وكانت الذريعة لقيام الدول الراعية للإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة بالعدوان المباشر عليها.‏

المشهد ذاته يعاد إنتاجه في هذه الأيام من قبل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ويتفاعل دون أن يكلف أحداً من المعنيين نفسه السؤال كيف يمكن تصديق مزاعم مصدرها إرهابيون مدرجون على القوائم الدولية؟‏

لقد بات معلوماً للجميع وفي مقدمتهم الإرهابيين أن هدف الاستجابة الأميركية- الغربية لادعاءاتهم والترويج لها هو حمايتهم أولاً لعدم انتهاء وظيفتهم بعد وبالتالي العدوان على سورية التي تقوم بواجبها الدولي في مكافحة الإرهاب.‏

وعلى هذا الأساس وعندما يشعر الإرهابيون بخطر الفناء أو الهزيمة يوجهون رعاتهم للادعاء أن الجيش السوري استخدم السلاح الكيماوي حيث لم تبقَ إلا هذه الذريعة والحجة الجوفاء أمام رعاة الإرهاب لتبرير اعتداءاتهم على سورية وتأخير معركة القضاء على الإرهابيين.‏

إن خطورة وعواقب ما يفعله رعاة الإرهاب لحماية أدواتهم الآنية والظرفية لا تتوقف عند لحظة الاستغناء عنهم أو انتفاء دواعي حمايتهم من مشغليهم بل تتعدى إلى استغلال التنظيمات الإرهابية لهذه الحالة الوظيفية وما يشكل ذلك من خطر كبير على العالم في ظل الانتشار الأفقي والعمودي للإرهاب إضافة لأثر ذلك السلبي على التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.‏

لم يكن الوضع في سورية هو الحالة الأولى لتوظيف الإرهاب من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتحقيق مشاريعهم العدوانية والاستعمارية ولكنه كان الحالة الصارخة والمفصلية في شكل وحجم وتنوع الدعم والحماية المعلنة وهو ما دفع التنظيمات الإرهابية إلى استغلال ذلك على نحو واسع النطاق ضد المدنيين والبنية التحتية والعمرانية في البلدين.‏

إن هذا التحول الحاد في توظيف بعض الدول الغربية وحلفائها وأدواتها في المنطقة للإرهاب في سورية والعراق أسهم في التوسع الأفقي للفكر التكفيري الإرهابي العنصري في وقت قصير جداً ولم تعد تخلو منطقة في العالم من هذا التهديد الذي لا يقتصر على دين أو عرق بعينه مهما كانت الإجراءات المتخذة قارياً أو عالمياً، وما جرى في نيوزيلندا وغيرها في مناطق أخرى يجب أن يكون كافياً للتوقف عن استغلال التطرف والغلو والعنصرية من قبل الدول التي تحاول فرض إرادتها على العالم.‏

لقد دفعت سورية ثمناً باهظاً للحفاظ على سيادتها وقرارها المستقل وهي تدرك أن كل الأوهام التي تروجها بعض الدوائر الغربية حول استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية في إدلب هي بهدف منعها من استئصال الإرهاب في هذه المنطقة ولكن كل هذه التهديدات لن تجدي نفعاً فالمعركة بدأت وإيقافها مرهون بالقضاء على الإرهاب وعودة الأمان إلى المحافظة بالكامل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 602
القراءات: 695
القراءات: 573
القراءات: 654
القراءات: 579
القراءات: 571
القراءات: 591
القراءات: 559
القراءات: 643
القراءات: 670
القراءات: 628
القراءات: 635
القراءات: 699
القراءات: 603
القراءات: 1267
القراءات: 608
القراءات: 671
القراءات: 626
القراءات: 749
القراءات: 681
القراءات: 788
القراءات: 700
القراءات: 687
القراءات: 659
القراءات: 686

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية