تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خياران بطعم الهزيمة

معاً على الطريق
الأحد 23-2-2020
أحمد ضوا

تتدحرج الأوضاع في محافظة إدلب نحو الحسم ضد الإرهاب، والنظام التركي في مأزق خطير، أمامه خياران كلاهما بطعم الهزيمة، الأول تنفيذ التزامات اتفاق سوتشي، والثاني المواجهة المباشرة مع الجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض.

الخيار الأول: يفضي إلى إنهاء أدوات أردوغان الإرهابية المتمثلة بتنظيم جبهة النصرة الإرهابي ومشتقاته، وبالتالي فقدانه للتأثير وعوامل التدخل المباشر وما يجره ذلك من فتح ملفات على المستوى الداخلي التركي.‏‏‏

والخيار الثاني: يضع تركيا أمام مواجهة عسكرية مفتوحة غير مضمونة النتائج ويفقدها علاقة حسن الجوار مع كل جيرانها من جميع الاتجاهات الأمر الذي يشكل كابوساً لأردوغان وحكومته.‏‏‏

من الواضح أن أردوغان يبحث عن ثغرة في جدار الخيارين تجنب نظامه الانسحاب والتراجع وإكثاره من التصريحات الجوفاء والمضللة عن نتائج عمليات قواته العدوانية في إدلب هو مجرد مخدر لأدواته الإرهابية التي يتخوف من انكسارها السريع وتداعياته السياسية والعسكرية.‏‏‏

لا يهتم رئيس النظام التركي بمصير أدواته الإرهابية والدليل زجها قبل أيام في معركة خاسرة على محور الأتارب ومن المحتمل أن يتكرر ذلك في حال لم يجد طريقاً إلى الثغرة التي يبحث عنها.‏‏‏

إن استجداء رئيس النظام التركي الرئيس الروسي إرسال وفد لاستكمال المفاوضات بشأن الوضع في إدلب يعني أن الطريق إلى الثغرة ما زال مغلقاً أو لا يلبي أدنى أحلامه وهو يبحث عن مزيد من الوقت أملاً في تفادي تذوق علقم الخيارين السابقين.‏‏‏

لا يفوت أردوغان فرصة ولا سلوكاً عدوانياً لمنع انهيار أدواته الإرهابية لكي يستخدم ورقتها في مفاوضاته مع الجانب الروسي، فتارة يطلق أكاذيبه وأضاليله عن سير المعارك وفي الوقت نفسه يتحدث عن استهداف القوات التركية لكي يمد التنظيمات الإرهابية بالمزيد من السلاح والعتاد.‏‏‏

لقد منح الجانب الروسي النظام التركي وقتاً طويلاً ليقوم بتنفيذ التزامات بلاده في اتفاق سوتشي ولكنه لم يفعل، وبدلاً من أن يقوم بإنهاء وجود التنظيمات الإرهابية في منطقة خفض التصعيد وفق نص الاتفاق عمد إلى تزويد الإرهابيين بشتى صنوف الأسلحة للاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري والمناطق والقرى الآمنة في أرياف حلب وإدلب.‏‏‏

إن الاستجابة لدعوة أردوغان بإعادة المفاوضين الروس والأتراك للتوصل إلى تفاهم حول تطبيق اتفاق سوتشي يجب أن يكون محكوماً بفترة زمنية محددة وقصيرة لمنع الجانب التركي من استغلال هذه الفترة على المستوى الميداني، والتجربة السابقة والمماطلة التركية كافية للاقتناع بأن رئيس النظام التركي يبحث عن حجج وتبريرات ويتشدق بالجانب الإنساني لإطالة أمد الوضع القائم في المحافظة.‏‏‏

في مسرح العمليات يلاحظ الانهيار النفسي للتنظيمات الإرهابية وفقدانها الأمل بإمكانية الحفاظ على وجودها رغم الدعم التركي، ويعد استمرار العمليات العسكرية ضد الإرهاب بموازاة المفاوضات التركية الروسية عاملاً مهماً لتغيير موقف النظام التركي والاستجابة لدعوة الجانب الروسي له باحترام وحدة وسيادة سورية.‏‏‏

الأيام القادمة ستكون حاسمة.. فقرار الحكومة السورية بتحرير محافظة إدلب من الإرهاب لا تراجع عنه، وعلى الذين يعولون على الجانب التركي وخاصة المسلحين السوريين المنضوين في التنظيمات الإرهابية أن يبادروا إلى تسليم أنفسهم للجيش العربي السوري قبل فوات الأوان.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 697
القراءات: 792
القراءات: 669
القراءات: 747
القراءات: 674
القراءات: 663
القراءات: 677
القراءات: 647
القراءات: 742
القراءات: 772
القراءات: 719
القراءات: 723
القراءات: 785
القراءات: 705
القراءات: 1355
القراءات: 707
القراءات: 768
القراءات: 717
القراءات: 845
القراءات: 767
القراءات: 894
القراءات: 792
القراءات: 780
القراءات: 765
القراءات: 776

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية