التقرير مهم لأكثر من سبب وسبب فهو يعكس رؤية متخصصة أعدها فريق خبراء تطوير وإصلاح التعليم العالي ضمن نشاطات المكتب الوطني لبرنامج إيراسموس بلس للتعاون بين المؤسسات التعليمية السورية ومثيلاتها في الدول الأوروبية بين عامي 2014 و 2020.
والأهم أنه يمثل مؤشراً عالمياً يكشف الصورة الحقيقية لسورية كأبرز دولة في صنع الحضارات الانسانية وبنفس الوقت هو اعتراف من الاتحاد الأوروبي بقوّة الشّهادة السورية وقوّة الأستاذ الجامعي والطالب السوري وأن الأزمة لم تؤثر على التعليم والعمل الابداعي بدليل الأخبار التي لا تنقطع عن تفوق الطلبة والباحثين السوريين داخل وخارج وطنهم.
ومن دلالات اطلاق التقرير أن الحصار الاقتصادي لم يمنع من الاستفادة من برامج التعاون الدولية.. بل هو يعزز الطموح بالحصول على نصيب أكبر منها وإتاحة فرص عالمية لمؤسسات التعليم العالي للحصول على شهادات مشتركة مع المؤسسات العالمية المماثلة سواء في درجتي الماجستير والدكتوراه وحتى في مجالات التدريب المهني وتطوير المناهج التدريسية.
ولئن كان اطلاق تقرير (الباحثون السوريون) المئة الأوائل حول العالم هو الأول من نوعه محلياً واقليمياً، فإنه أيضاً فرصة ثمينة للتعرف على المنهجية العلمية المعتمدة لإعداد قاعدة معطيات تشكل اللبنة الأولى لتقييم سنوي للباحثين العالميين السوريين الذين أثبتوا نجاحاتهم وإبداعاتهم أينما حلوا ..وبما يشكل –لاحقاً- خطوة متقدمة للتواصل معهم وإعادة احياء شبكة العلماء والمخترعين السوريين في المغترب وإتاحة هذا المؤشر للمهتمين في قطاعات التعليم والاقتصاد.
وبهذه المناسبة نجد أنَّ الدولة السورية متمثلة بوزارة التعليم العالي لا تزال قوية ولم يغب عن بالها موضوع بناء القدرات الوطنية واستمرار التعاون الدولي من خلال تقديم مشاريع وطنية وإقليمية نالت اعجاب المشاركين وفازت بالعديد من الجوائز ونحتاج اليوم الى توسيعها وتشجيعها ضمن أولويات إعادة الاعمار كمشروعات الطاقات المتجددة والإدارة الهندسية والصناعات النسيجية وتطوير بيئة التعليم وبيئة البحث العلمي وغيرها الكثير.