ام ان الدول النامية نفسها هي من سيصنع دينمو الاستثمارات في العالم، وعليه هي من تقرر وترسم المصبات والاقنية التي تريد ضخ الدولارات فيها كما يفعل التنين الآسيوي حاليا الذي تتمدد استثماراته في اربع جهات المعمورة ؟
«من يملك المال يقرر كيف ينفقه » والذي تغير ان الدول النامية ستستقطب بحلول 2030 ،نحو 60 سنتاً من كل دولار يستثمر في العالم (رافعة المؤشر من 20 سنتاً لكل دولار في العام 2000).السخاء مرده للشرق لا للغرب، فالصين والهند كلاهما سيضطلع بنشاط استثماري نسبته 30 بالمئة للاولى، وسبعة بالمئة للثانية من مجمل النشاط الإجمالي الدولي، فيما ستكون حصة الولايات المتحدة أحد عشر فقط.
الرائج، وهو صحيح، ان الأذرع المالية للدول حينما تتمدد خارج حدودها فإنها لاتبحث عن الجمال، هي تفعل ذلك من باب«القَرْشْ» أي حب الربح والاكتناز، وان كان هنا احد مرابط الفرس، فأتجرأ وأقول أن تُيمم الاستثمارات وجهها صوب الدول النامية، يعني ان ثمة فردوساً هناك، وان هناك من عوائد الاستثمار ما يسيل له لعاب محترفي الربح، كما انه يعني ان الثقة في الاقتصاديات المستقرة باتت موضع شك، ان لم نقل تآكلت بالتدريج حتى فقدت إغراءها وإغواءها كمقصد تقليدي للتدفقات الرأسمالية.
إذا هبت رياح الدول النامية فعليهم اغتنامها، وعليهم تصميم خرائط استثمارية، وفرض أجندات لتوزيع الرساميل الوافدة قطاعياً وجغرافياً، بحيث يذهب ويتوزع النمو «سواسية »على الجميع.