ظل الحال كذلك نحو ربع قرن .. كانت الحياة السينمائية خلاله تضج بالحيوية .. وبدأ التراجع مع تغير الجيل وتغير الأفلام وقدوم وسائل جديدة للفرجة .. حتى إذا وصلنا إلى القرن الحادي والعشرين .. ارتفعت شكاوى أصحاب دور السينما من خواء صالاتهم ويطلبون تغيير المهنة ، وهم ذاتهم الذين كانوا يطلبون شرطة النجدة لإدخال الناس إلى الصالات بهدوء ونظام .
ماذا حدث ؟
كثيرة هي التحليلات التي أرادت تفسير ما يجري .. لكن الحقيقة واضحة وهي أن جماهيرية السينما في الستينيات والسبعينيات .. لم تعد كذلك الآن .. وربما يعتبر الجيل القادم تدافع الناس على دخول الصالات حكايات اسطورية.
بل قد يرى اقتراحاً بتوسيع شبكات صالات العرض من شطحات خيال المؤلفين ، وهو الاقتراح المثبت في كتاب واقع السينما السورية للراحل فتيح عقلة عرسان الصادر في عام 1978
إن اقتراح تغيير المهنة يفترض ألا تمس الشكل الخارجي لدور السينما لأنها فعلاً مظهر جمالي ومعلم من معالم المدينة ، وربما في تجربة سينما دمشق مثال يحتذى.
ومهما يكن الأمر . فإننا سنحزن كثيراً اذا ذهبت دور كبيرة يمكن أن تكون دار اوبرا ثانية كداري الزهراء والسفراء بدمشق ، ونتمنى أن تكون الحلول بالمحافظة عليهما عبر الطرق المناسبة .. وهي ممكنة إذا كانت لدينا الإرادة والرغبة..