تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الذيل أعوج

المهماز
الأحد 15/7/2007
الكاتب الكبير زكريا تامر

الصدق الكاذب

دعا النائب الجديد عدداً من أصدقائه إلى عشاء وسهرة في بيته احتفالاً بنجاحه, وقال لهم في ختام السهرة بصوت واهن : لا أخفي عليكم أني تعبت من كثرة الكلام في أثناء حملتي الانتخابية, ويحق لي أن أستريح وأصمت منذ الآن وحتى حملتي الانتخابية القادمة بعد أربع سنوات.‏

فتضاحك الأصدقاء فخورين بصديقهم النائب الذي تعوّد أن يلتزم بكل كلمة يقولها ما عدا كلامه للناخبين, وسألته زوجته بعد انتهاء السهرة وانصراف كل المدعوين : متى سننتقل من بيتنا الصغير إلى فيلا? ومتى سنستورد خادمة من السويد?‏

فلم يجب النائب بأية كلمة مبتدئاً مرحلة السكوت الوطني منضماً إلى عباد الله الصامتين.‏

الجدران الفصيحة‏

ما إن أغلق السوبر ماركت أبوابه ليلاً حتى قالت سلع غذائية للجدران متباهية : من الواضح أن أسعاري سترتفع بفضل شائعات عن زيادة رواتب الموظفين.‏

فقالت جدران السوبر ماركت هازئة : وأسعاري سترتفع أيضاً, فالعقارات جمعاء مدللة ترتفع أسعارها باستمرار من دون حاجة إلى شائعات, وستواظب على الارتفاع حتى يصبح الحصول على قصر في الجنة أسهل من الحصول على بيت بحجم الكف.‏

السجين المحتار‏

قال سجين يساري لجاره السجين اليميني : ما يحيرني هو أن أميركا وفرنسا سارعتا إلى التنديد بتنظيم فتح الإسلام واعتبرتا أعماله في لبنان تهديداً للديمقرطية بينما كانتا قد أيدتا حرب إسرائيل على لبنان التأييد الحماسي, فهل كان تدمير لبنان آنذاك مساهمة في توطيد الأمن وبناء مجتمع ديمقراطي? وما يحيرني أيضاً هو أن أميركا شرعت في تزويد الجيش اللبناني بأسلحة حديثة وذخائر كي يتمكن من القضاء على تنظيم فتح الإسلام الذي يقال إن عدد مسلحيه لا يتجاوز المئات, فما هي المساعدات التي ستقدمها أميركا للبنان حين يكون المطلوب هو القضاء على حزب الله المعروف بجماهيره الغفيرة التي قهرت الجيش الاسرائيلي?‏

فقال السجين اليميني للسجين اليساري : لا داعي إلى أية حيرة, فمن الواضح أن أميركا ستزود آنذاك وكلاءها اللبنانيين بالقنابل النووية حتى تتخلص أميركا من حزب الله وتتخلص إسرائيل من لبنان.‏

التثاؤب الوطني‏

تلاقى ثلاثة نواب في مقهى بغية تدخين النرجيلة واحتساء الشاي والقهوة والاحتكاك بالجماهير, وقد قال النائب الأول لصديقيه : سأقدم قريباً إلى البرلمان مشروعاً يحلم به كل الناس, ويحظر تدخين السجائر الأجنبية في غرف النوم.‏

فقال النائب الثاني : وأنا سأقدم مشروع قانون ينص على تأميم القبور.‏

وقال النائب الثالث : أما أنا, فسأطالب بمنع سؤال المحكومين بالشنق عن رغباتهم الأخيرة, فهذا دلال يغري الناس بالتزاحم على المشانق.‏

فتمطى الوطن وتثاءب متأهباً للوثب إلى الوراء أميالاً.‏

المصبغة‏

تعب طائر أبيض عجوز من الرحيل من أرض إلى أرض, وتاق إلى العثور على مكان آمن مريح, وعندما قاده جناحاه إلى مدينة جديدة يتكلم أهلها بأصوات عالية عن حبهم للشجر الأخضر والورد والعصافير, قرر الإقامة بها, ولكنه ما إن حلق في سمائها التي توهم أنها زرقاء حتى بوغت بأن ريشه استحال من أبيض ناصع إلى أسود متسخ, فقصد طيوراً خبيرة بسماء المدن راجياً عونها وتفسير ما حل به, فضحكت الطيور, ونصحته بالمبادرة إلى غسل ريشه بالماء والصابون, فانتظر الطائر هطول الأمطار المنظفة نافد الصبر واثقاً بأنه سيضطر إلى الهجرة بسرعة حفاظاً على حياته ولونه الأبيض والبحث عن مدينة أخرى لا تختلف أفعال أهلها عن أقوالهم, وهوايتهم ليست التمتع بقطع الشجر واغتيال كل ذي جناح سواء أكان بشراً أم طائراً.‏

المحكمة المنتظرة‏

كان التلميذ الصغير السن مغرماً بقراءة الجرائد والإنصات لنشرات الأخبار, وقد سأل معلمه بفضول : ما الفرق بين محكمة محلية ومحكمة دولية?‏

فأجاب المعلم : موظفو المحكمة الدولية يتقاضون رواتبهم بالدولار واليورو والجنيه الاسترليني.‏

وسأل التلميذ معلمه : وما هي مهمتهم?‏

فأجاب المعلم : دفن الحقيقة بموضوعية وصخب منظم وأناقة, وباسم الإخلاص لها والبحث عنها.‏

وسأل التلميذ معلمه : وهل يحق للزوجات الاستفادة من المحكمة الدولية في قضايا الطلاق والزواج?‏

فأجاب المعلم : من المؤكد أن الزوجات والعشيقات سيحق لهن الانتفاع بالمحكمة الدولية إذا كان رجالهن سوريين أو لبنانيين معارضين.‏

وسأل التلميذ معلمه : وهل يحق للتلاميذ أن يقدموا إلى المحكمة شكوى من مدارسهم المملة?‏

فأجاب المعلم : إذا كان التلاميذ يتعلمون في مدارسهم ما هو ضار, فلن يجدوا منصتاً لشكواهم.‏

إحدى الصفقات‏

هطل المطر بغزارة وسخاء, ففرح الناس العطاش, وابتدأوا بحماسة جمع التواقيع على عريضة شكر وامتنان موجهة إلى المطر, ولكن أحد الرجال رفض توقيع العريضة مدعياً أن المطر لم يهطل إلا لكونه متعاقداً مع صانعي المظلات على اقتسام الأرباح.‏

وما إن تذكر العطاش الصفقات الغريبة التي تتم في الخفاء حتى توارت حماستهم وشلت أيديهم ونسوا أسماءهم وأسماء آبائهم.‏

بلبل يغني لغربان‏

كانت الغربان المولودة في المدن تجهل البلابل, وسمعت الكثير من المديح لها, وعندما التقت بلبلاً طلبت منه أن يغني لها, فوافق البلبل, وغرد لها طويلاً, وما إن انتهى من غنائه حتى تصايحت الغربان ساخرة من صوته مدعية أنه قبيح ولا يطرب, فابتهج البلبل بصياح الغربان, وقال لها بفرح : أنا الآن أسعد بلبل على سطح الأرض, فلو أعجبتِ بي لاعتقدتُ أن صوتي أبشع الأصوات, ولظللت أياماً حزيناً وبلا نوم.‏

فلم تبال الغربان بما قاله البلبل, وتابعت سخريتها من كل البلابل ومن كل المعجبين بها, وقد تلقت من الذين ينقون وينعقون وينهقون برقيات تأييد ومؤازرة, فسرت بها, وازداد اعتزازها بأحكامها الفنية.‏

تعليقات الزوار

كامل _ القامشلي |    | 14/07/2007 23:33

اولا اهلا وسهلا بعودة الكاتب الكبير السيد تامر بعد طول انتظار, هناك اناس يقومون بالتعليق في عدة ابواب من جريدة الثورة وهؤلاء( اصحاب الذيل الاعوج) لم ييأسوا في توجيه سمومهم عبر انتقاد الوطن وكتاب وطنيين وشرائح واسعة من الشعب ويسيرون في جدول اعمال مدروس ومخطط له بعناية من اجل اشاعة الاحباط وفقدان الامل وهم معروفي الانتماء والتوجه ويقومون بالتعليق في صحف اسرائيلية وامريكية والمعلق دالاتي واحد منهم .

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 15/07/2007 00:28

بعد حمد الله على شفاء الكاتب أقول في هذا المقال مايلي:في أمر النائب فإن السكوت الوطني يكون في البرلمان حيث تمر رغبات الحكومة بيسر وسهولة وتنسد رغبات الشعب, ولايكون هذا الصمت الوطني في البيت حيث تكبر الأحلام الشخصية وتبدأ الأسرة في حديث التكسب والمنفعة. وفي أمرالجدران الفصيحة فإن السلعة لاتعي سعرها, إنما يعيها تجارها حيث الجشع لايتوقف, ولو وعت السلعة سعرها لفضلته رخيصا ليقبل أكثر الناس عليها,فلا تصح عين السلعة لتكون تعبيرا عن الغلاء الفاحش. وفي أمرالسجين المحتار لايوجد ربط منطقي بين عبارات وكلمات السجن لسجين يساري ويميني وأمريكا وإسرائيل والتخلص من حزب الله ولبنان لقراءة مايجري حاليا, فاليوم تراجع اليساري واليميني وصار الزمن للمتأمرك والمتغرب والمتصهين والمتطرف مقابل الوطني والممانع والمقاوم والعروبي. وفي أمرالمصبغة فإن الطائر لايتعب من الرحيل بل هو مبرمج فكريا وغريزياعلى هجرة الطيور دون أن يسأل, ونحن نعيش الواقع في الفضاء المفتوح فلسنا بحاجة للإختباء وراء الطيور للتعبير عن واقع الحال. وفي أمرالمحكمة المنتظرة فلا يمكن لأي تلميذ ولو كان نابغة أن يفهم عبارات أستاذه التي اختارها الكاتب , ومادام قد أسقط أمر المحكمة على تلميذ وأستاذه فيجب أن يكون الأسلوب بمستوى مدرسي. أما في أمر بقية الصور فعذرا عن الإستمرار فلقد مللت من التكرار.

آس غاله |  as-spanisheyes@hotmail.com | 15/07/2007 09:32

مرحباً بعودتك من جديد أيها الكاتب الرائع.. أسابيع ونحن ننتظر كلماتك, لقد تأخرت كثيراً.. جفت أرضنا الظمأى لأمطار حروفك.. هاأنت ذا تعود اليوم بغيمة مثقلة بمطر ينعش القلوب.. هاهي أزاهير الخزامى تنبت في ظلال سفوحك الشامخة.. كاتبنا الكبير: عدت والعود أحمد, فلا تترك هذه الصفحات تشتاق إلى قلمك, لقد أصبحت رمزاً من رموز وطننا الحبيب يخفف من أعباء غربتنا وينقلنا إلى واقعنا الحقيقي بكل تناقضاته وبكل الألم والأمل الساكنين في زواياه.. إنه واقعنا لذلك نقف عنده, نكتب عنه ونقرأ عنه وننتقده محاولين البحث عن كل حل ممكن لمشاكله, إن قلم الرصاص الذي تصور فيه هذا الواقع جدير بكل احترام لاسيما وأنه يقول مايريد على مبدأ: (شر البلية ما يضحك).

وفيق  |    | 15/07/2007 22:46

هناك بعض الاناس ما زالوا يعيشون في جحور التخلف والجهل والانطوائية بحيث لايرون الشمس او يلمسون الماء من اجل غسيل حقدهم العفن والدفين والاعمى والذي بات معروفا للجميع , بحيث ان بسبب جهلهم المزمن والمستعصي لم يعد باستطاعتهم فهم وادراك مغزى احرف وكتابات الكاتب تامر.. فهم من خلال ما يكتبون من سطور مملة مكللة بالقرف اسموهم (مقال) وهذا دليل على عقدة النقص الخطيرة التي يعانون منها والتي باتت عصية على الاطباء النفسيين , فقد وصلوا الى مرحلة من الجهل بحيث يريدون كتابة الطروحات والامور باسلوب اطفال مدرسة ابتدائية لا بل يريدونها باسلوب الروضة او الحضانة لكي يفهموها , فهم ما زالوا وسيبقوا بعقلية الروضة والحضانة وبعقلية (بدي عروسة زيت وزعتر ياماما) . وهم لم يعودوا يؤمنوا باليساري او اليميني نتيجة انتقالهم السريع الى المشروع الذي يروجون له ,وانما باتوا يؤمنون بامريكا واسرائيل من اجل القضاء على حزب الله وتهويد لبنان , هذا الطفيلي المبرمج والذي يريد ان يرتقي الى درجة الطيور التي تطير بحكم فطرتها وغريزتها وليس بحكم انها مبرمجة مثل الطفيليات المصنعة والسامة فليسأل حلفائه في البي بي سي ماذا يريدون من تعليقات هدامة عميلة تخدم جدول اعمالهم الاستعماري المكسر لكي ينشروها على صفحاتهم التي ما كانت لتوجد لولا هؤلاء الطفيليات وهذا هو حال المعلق دالاتي ون . على اية حال ان اراد احد ان يعرف من هو المعلق دالاتي وهم قلة بان يذهبوا الى العمود السابق من المهماز للكاتب تامر على صفحة جريدة الثورة الالكترونية (الاجداد يزورون الاحفاد) وسوف يجدون كل شئ يبحثون عنه حول هذا المعلق .

هدى |    | 17/07/2007 22:39

شكرا لعودة أديبنا وصديقنا الكاتب الكبير زكريا تامر والحمد لله على السلامة ، ولقد صدقت يا أخ وفيق بكلامك حول معلق طفيلي إسمه أيمن دالاتي الذي عمل له إلا أن يعلق على الفاضي وعلى المليان ... ولايعرف للأسف بأن كل كلمة يقولها الكاتب تحتاج من هذا المعلق مئة سنة كي يفهمها .... فعلا الناس مقامات ....

علي - بريطانيا |    | 18/07/2007 04:06

حمداً لله على سلامتك و سلامة قلمك أكثر ما أعجبني قول النائب الثالث

adnan |  adnan.t69@hotmail.com | 18/07/2007 08:30

مرحباً بعودتك من جديد أيها الكاتب الرائع.. أسابيع ونحن ننتظر كلماتك

ماهر |    | 18/07/2007 23:15

سلامات للكاتب الرائع... وشكرا للمعلق كامل وأؤكد على كلامه

ندى |  - | 19/07/2007 01:25

نشكرك جدا يا أديبنا على هذه الأفكار الجميلة ونأمل الكثير منك

ahmad  |    | 20/07/2007 19:26

i am sorry , i dont hove arabic keebaord in my computer.. about the - short short storys - of mr. tamer i think they are not so good because they are too direct .

نبيل |  nabilljbawi@hotmail.com | 21/07/2007 16:25

انا احب كتابات زكريا تامر(الساخرة) الكلمات الساخرة تخرج من اعماق النفس المتاءلمة لما في الواقع من معاناة ...لذا لا يستطيع فهمها الا اللذين يشعرون تللك المعاناة لا امثال (المتفذلكين)اللذين يحاولون النقد الا لمجرد النقد............

abo-eheh@hotmail.com |  1199448877 | 14/10/2007 20:54

كل عام وانتم

abo-eheh@HOTMAIL.COM |  1199448877 | 15/10/2007 11:23

كل عام وانت بخير يا اسد العروبه وحامي عرينها

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 زكريا تامر
زكريا تامر

القراءات: 14084
القراءات: 7872
القراءات: 7623
القراءات: 9474
القراءات: 8744
القراءات: 8854
القراءات: 8467
القراءات: 11749
القراءات: 8418
القراءات: 7958
القراءات: 9006
القراءات: 9291
القراءات: 8024
القراءات: 7553
القراءات: 9595
القراءات: 8526
القراءات: 8597
القراءات: 9355
القراءات: 11280
القراءات: 7735
القراءات: 7743
القراءات: 11541
القراءات: 7834
القراءات: 7523

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية