لقد أفردنا في جريدنا وتحديدا خلال بضع السنوات الماضية صفحات بكاملها لرؤى الوزارات وخاصة الاقتصادية منها وأشبعناها نقاشا وتحليلا من قبل اقتصاديين ومهتمين لدرجة كنا نتمنى أن يمر الوقت لنرى نتائج هذه الرؤى على الارض وكيف سيغدو اقتصادنا, لكن الوقت مر والعمل يسير بشكله التقليدي الاعتيادي ولا نتائج ملموسة لهذه الرؤى .
واليوم تطالعنا وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ضمن رؤيتها الجديدة أنه «سيتم التركيز على السلع والمواد كموارد اقتصادية مهمة من خلال دراسة سلسلة الانتاج والتسويق والربط بين دعم الانتاج والمحصول بطريقة علمية وتصدير الفائض في الصادرات الاستراتيجية التي لسورية فيها ليس ميزة نسبية فقط وانما تنافسية جيدة مع دول أخرى مثل صادرات الأغنام واللحوم وزيت الزيتون والحمضيات والألبسة الجاهزة مع الاهتمام بصناعة الحلال لهذه المواد والسلع الاستراتيجية».
يا لها من رؤية عميقة فعلا؟!
ولكن ..
رغم أن هذه الرؤية تعد من بديهيات العمل الاقتصادي ولا تحتاج الى منظرين ومخترعين, فإننا لم نصل بعد الى مرحلة من «التطور» لنعمل بمقتضاها ولكم في الحمضيات مثال واضح ذلك أن عشرات السنين مضت ولم نعرف حتى الان التوفيق بين الانتاج والتسويق حتى إن مشكلة هذا المحصول لاتكاد تغيب عن صفحات الجرائد على مدى أعوام طويلة, وأيضا زيت الزيتون الذي نصدره في الغالب «دوكما» لتقوم الشركات الأوروبية بتحقيق القيمة المضافة بينما نعجز نحن عن تحقيق هذه القيمة.
بكل الأحوال نحن لن نقلل من اهمية هذه الرؤية, بل نتمسك بتنفيذها , وأشد ما نخشاه أن تكون هذه الرؤية مجرد كلام يضاف الى الرؤى السابقة وتبقى مخزنة في الورق الذي كتبت فيه.
H_SHAAR@HOTMAIL.CO