وأن «جميع متاحفنا مؤمنة ومقتنياتها سليمة وأنه تم اخفاء أندر قطعنا الاثرية في اماكن امنة» يبعث من جهة على السرور والأمل في أن تكون هذه المواقع بمنأى عن الاستهداف من قبل عصابات الاثار التي تستغل الأوضاع الامنية الصعبة في المناطق المتوترة ومن جهة أخرى يدعونا الى أهمية تعزيز هذا الدور ليس من خلال الأحاديث الصحفية واللقاءات والمناشدات فقط بل بالإسراع في اطلاق الحملات التوعوية التي تحدثت عنها مديرية الاثار والمتاحف وفي جميع المحافظات لتوعية أبناء المجتمعات المحلية بشتى الوسائل والسبل الاعلامية والإعلانية الممنهجة وعدم توفير الخبرات اللازمة لتحقيق هذا الغر ض.
قد لا تبدو هذه الزاوية للقارئ زاوية اقتصادية كونها تتحدث عن الاثار وضرورة حمايتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر على البلاد, لكن على رأي صحفي اقتصادي عتيق غادر الجريدة مؤخرا فإن كل شيء في الدنيا له علاقة في الاقتصاد, فغير المضمون التراثي والحضاري والجمالي للآثار, لا ننسى الجانب الاقتصادي
فهي أي الاثار في نهاية المطاف ذات هدف اقتصادي من خلال الجانب السياحي, والسياحة كما يعرف الجميع احد اهم مكونات الاقتصاد وتشكل مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي.
وبالعودة الى حملات التوعية نشير الى أهمية توعية أبناء المجتمع المحلي وخاصة في الاماكن الساخنة والبعيدة بأن حماية الآثار والمتاحف والمواقع الأثرية يعني أيضا حماية اقتصادنا الوطني الذي ينعكس بمردوده على جميع ابناء الوطن.
ويعني أيضا حماية مصادر رزقهم ذلك أن الزيارات السياحية وتحديدا للأماكن الأثرية البعيدة عن مراكز المدن يعني انفاق أموال من قبل السائح على النوم والاطعام والتنقل وشراء القطع التذكارية التي تعبر عن حضارة المنطقة والتي يصنعها غالبا أبناء المنطقة.
صحيح أن التراث الثقافي ملك لجميع السوريين وأن حمايته مسؤولية جماعية تقع على عاتق كل السوريين افرادا وحكومة كما يؤكد مدير الاثار لكن أن نعزف على الوتر الاقتصادي لأبناء المجتمع المحلي في حملات التوعية كمسوغ مهم لقيامهم بحماية الآثار المحيطة بهم يمكن ان يعطي جدوى أكبر .
H_shaar@hotmail.com