من خلال هذا التاريخ العنصري الموغل في الدماء والمجازر والعداء للعرب والمسلمين فإنه ليس غريباً على اسرائيل أن تعتدي على المقدسات والمقابر والكنائس والمساجد سواء كان ذلك بالهدم أو الاغلاق أو حتى تحويل بعض دور العبادة إلى مقرات للدعارة وارتكاب الفواحش والموبقات وما إلى ذلك من أفعال ,المقصود منها الامعان في إلغاء وتدنيس كل ماله علاقة بتاريخ العرب وحضارتهم واستهداف ما يربطهم بأرضهم وجذورهم ومعتقداتهم .
إن ما قامت به سلطات الاحتلال الصهيوني مؤخراً من تجريف لمقبرة قرب قرية البروه شرقي عكا وتحويلها إلى حظيرة للابقار انما يدل على الحقد الذي يكنه هذا الكيان للعرب والمسلمين ويأتي في إطار خطة منظمة ومبرمجة لقضم ما تبقى من ارض فلسطين وإلغاء جزء مما يدفع العرب للتمسك فيه وهو قبور أجدادهم التي تحتضنها الارض وتشكل شاهداً ودليلاً على أحقية أصحابها بها وتدحض الادعاءات الاسرائيلية بملكيتهم للارض والحجر والشجر.
إن هذه الافعال اللاأخلاقية تجاه حرمات الفلسطينيين تعتبر سلسلة في حلقة أفعال اجرامية ولا انسانية كثيرة, منها اغلاق وهدم اكثر من 400 مسجد وكنيسة وطمس معالم الكثير من دور العبادة والمواقع الأثرية, وياليت الامر يتوقف عند ذلك بل إن المخطط الصهيوني الكبير الذي يدق ناقوس الخطر هو ما يحاك للمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من محاولات لهدمه وإزالته لاقامة الهيكل المزعوم على انقاضه.