تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غسان سلمان الزميل والفنان

رؤيـــــــة
الأحد 18-4-2010م
محمد قاسم الخليل

أمر مثير للاهتمام أن يقرأ الناس خبر وفاة فنان،لكن هذا الاهتمام يخالطه أسى كبير عندما توجد علاقة ودية بين صحفي وفنان،وقد عرفت الفنان الراحل غسان سلمان عن كثب،

لفت غسان سلمان أنظار الناس ومنهم الصحفيون منذ دوره السينمائي الأول في فيلم ( ليالي ابن آوى) في آخر الثمانينات،حيث ارتدى ثوب الإنسان الريفي البسيط ثم ما لبث أن برز في أعمال تلفزيونية كثيرة تارة مخرجا وتارة ممثلا.‏

وعرفته عن قرب أكثر عندما كنت أتابع أعماله في مواقع التصوير ولاسيما تلك التي كانت بتوقيعه. وكانت المفاجأة عندما قال لي ذات مرة : هل تعرف أني أعرفك قبل أن أصبح ممثلا.‏

قلت له:هل تعني أنك كنت تزور جريدة الثورة من قبل.‏

قال: لم يكن الأمر موضوع زيارة،وزاد لتكون المفاجأة أكبر،بل وعملت معك أيضا, هنا تحولت المفاجأة إلى دهشة ،وعندما رأى الدهشة ترتسم على وجهي، قال: ألم تعمل محررا مناوبا، يبدو أن ذاكرتك غير يقظة الآن،أنا كنت أعمل في قسم مونتاج المطبعة .‏

وحدثني أنه عندما بدأ الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية وكان في عداد دفعته الأولى ،كان يدرس نهارا في المعهد،ويعمل في قسم المونتاج بمطبعة جريدة الثورة ليلا ليتمكن من تأمين احتياجاته الضرورية ،بمعنى انه كان إنسانا عصاميا ،اعتمد على نفسه منذ مطلع حياته العملية ،وبقي على تلك الحال حتى بعد ان نال نصيبا من الشهرة والرسوخ في عمله ،فلم يدخل في الشللية والمحسوبية،أو اتباع الأساليب الملتوية لتحقيق فرصة عمل.‏

وكنت أسر عندما ألتقي به في مديرية الإنتاج التلفزيوني وهو يقف أمام زملائه من المخرجين والفنانين ويقول: كنت زميلا للأستاذ في جريدة الثورة.‏

ودعاني أكثر من مرة إلى مائدة الطعام فأعتذر ، وآخر مرة التقيت به قال لي: متى ستجري معي مقابلة في الجريدة ؟‏

وأجبته :أنا حاضر في أي وقت ، الآن إذا أردت.‏

فقال :نتفق على موعد ،يبدو الآن أن قلبي متعب.‏

قلت له :سلامة قلبك.‏

والآن بعد أن تلقيت الخبر المفجع أقول :سلاما على روحك أيها الزميل والفنان, عرفتك طيبا جميلا في تعاملك مع الآخرين ،فلتهدأ روحك بعد أن غادرت جسدك المتعب .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد قاسم
محمد قاسم

القراءات: 1936
القراءات: 1022
القراءات: 985
القراءات: 1130
القراءات: 1259
القراءات: 1078
القراءات: 951
القراءات: 1039
القراءات: 958
القراءات: 1132
القراءات: 1201
القراءات: 1049
القراءات: 1435
القراءات: 1053
القراءات: 1236
القراءات: 1213
القراءات: 1658
القراءات: 1063
القراءات: 1630
القراءات: 1074
القراءات: 1084
القراءات: 1363
القراءات: 1260
القراءات: 1144
القراءات: 1905

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية