كل منكما تزعم أنها صاحبة امتياز صناعة الكباب بالكرز.. وتقولين:
الشهرة لحلب والفعل لإدلب.. تستدلين على ذلك بأنك المنتج الأول والأساسي وربما الكلي لكرز الوشنة.. وتستدلين أيضاً بأبي آرتين في جبل الأربعين.
المشهور المتداول أن الكباب بالكرز واحدة من أكلات حلب الحلبية.. يقولون: إن حلب وحدها التي تطبخ الكباب بالكرز.. والكبة بالسفرجل.. و (التقريضة) بمعنى الكبة على السيخ. لحلب سمعتها في كل بقاع الدنيا.. لكنني.. زرتك وعرفتك وتذوقت الكباب بالكرز في ربوعك وأعلم سر الإبداع. وأعلم سر الانتماء لحلب.
لا مراسلات بيننا كي أسألك عن الكرز وجبل الأربعين وأبي آرتين.. لقد استبدلوا الأخضر في زيتونك وتينك وعنبك والكرز.. بكفافيهم السوداء الكالحة.. فما عدت أعرفك إلا من الذاكرة. لقد استبدلوا عصير الوشنة الرائع بلونه الأحمر الغامق المكثف.. بلون الدم المتخثر.
من الذي فعل؟!..
هم الذين سعوا لإيجاد مسافة بين إدلب وحلب وسورية.. مسافة ظنوها طويلة بطول الزمن وإن قصرت في الجغرافيا.. وأنت التي رفضت... وأظهرت انتظار المتسمر في مكانه للعودة إلى سورية كما حلب..
أولادك يا إدلب يقولون: قادمون إليك.. فابشري بالوعد الذي كنت توعدين.
قولي للوشنة أن تنتظر.. وكلنا ننتظر.. ننتظر الوعد.. لغسل الدنس وتطهير التراب وعصر (الوشنة) وشوي الكباب.
يوم ألبسوك السواد.. وجلسوا يعربدون متنافسين في ديارك، كان النذر.. أننا عائدون كما هي إدلب عائدة إلينا.
مع عصير الكرز يأتي زمن إدلب وقد نضجت الثمار وحان وقت القطاف.. لا هو لم يمض.. دائماً يعود لنا ودائماً يكون القطاف.
كان الكرز والخوخ.. واليوم العنب والتين.. وغداً الزيتون والعيطون والرمان. ومعه يكون النصر..
كان موسم للكباب بالكرز.. واليوم موسم للكرز بالنصر..
تنتظرك حلب.. كلنا ننتظرك.. بالحب.. حتى وإن أصرت حلب على المنافسة وأولية امتياز الكباب بالكرز..
اشتقنا يا إدلب وهو العرس قادم.. وكلنا ننتظره..
as.abboud@gmail.com