وهو كأي حكيم عجوز يحزن على من لا يعرف قراءة المستقبل، فالعالم بدون مسرح أكثر وحشة وأقل إنسانية.. كما قال سعدالله ونوس مرة.
هذه الأيام يحتفل العالم بيوم المسرح 27 آذار، احتفالا على طريقة المهرجان الموسمي، أكثر من كونه حاجة إبداعية وإنسانية، المؤكد أن المسرح كان أكثر إلهاماً من أبنائه، فما إن بدأت مؤشرات التخلي عنه في الربع الأول من القرن العشرين حتى بدأ يتحول ويأخذ أشكالا جديدة، فقد منح الإذاعة جزءا من كينونته وهي الحوار والخيال، كما أعطى السينما العناصر البصرية وطقس المشاهدة في العتمة، وقدم للتلفزيون فكرة التأثير القوي في الوعي، بينما أبقى لنفسه الجوهرة.. المشهد الحي..
المسرح لا يمكن ان ينقرض لأنه حاجة إنسانية، وهو هذه الأيام يأخذ أشكالا جديدة وهذا جزء من مقاومته للموت..لكن من يرون بأنه مات فلربما يعكسون موت أهمية المسرح في لحظة ما من الزمن أو في مكان ما من الحياة أو حتى في داخلهم..وهذا أخطر ما في الأمر، عندما يشعر الإنسان أنه أقل حاجة للتواصل الحي الممتع والمفيد مع الآخرين.
لهذا سيبقى المسرح وإن ارتدى أقنعة الموت، ولن تنطلي علينا هذه المسرحية فنظن ان البطل مات فعلا، وإلا كيف سيؤدي العرض في اليوم التالي.
maherazzam7@yahoo.com