أن تعود إلى أصول اللغة العربية التي كانت عند الأقدمين ، ومثل هؤلاء يبدو أنهم انقطعوا عن واقع الحال ويريدون أن تكون العصور الماضية المرجع والمآل.
إن مشكلة اللغة قديمة ولا تتعلق باللغة العربية وحدها، بل هي مشكلة كل اللغات العريقة ذات الانتشار الواسع .
وقد وجدت اللغة منذ الوجود الأول للبشرية من أجل التفاهم بين البشر،ولذلك فإن أي دعوة للاختيار للكتابة أو الحوار بكلمات تحتاج إلى تفسير هو خروج على الأهداف الأساسية للغة .
ثم من قال: إن الكلمة البسيطة والجملة سهلة الفهم هو خروج عن لغة الأقدمين ،فمن يرجع إلى كتب التراث اللغوي والأدبي سيلاحظ نقداً شديداً لمن يتقعرون في اللغة ويتلفظون بكلمات وحشية ،وقد عقد بعض المؤلفين مثل ابن الجوزي فصولاً خاصة عن نوادر النحويين.
ربما يقول بعضهم : إن بعض الكلمات في الشعر العربي القديم تحتاج إلى تفسير ،ويتجاهل هؤلاء أن اللغة هي بنت عصرها، لقد كان قدامى الشعراء يعبّرون عن البيئة التي يعيشون فيها ،وربما أغلب الكلمات المعنية هي أسماء أماكن أو الأدوات التي كانت بين أيديهم ،أما بقية الكلمات فهي واضحة ومفهومة.
لقد كانوا اما الخيل والإبل وجبل يذبل والدروب الوعرة ، والشواهد ،وأما اليوم نحن أمام التلفاز والكمبيوتر والاوتسترادات العريضة وسفن الفضاء.
وباختصار لكل عصر لغته ومفرداته ،المهم أن لا نخرج عن اشتقاقات للأفعال أن أن ننصب الفاعل ونرفع المفعول به، ولسنا هنا في معرض ضرب الأمثلة حيث لا تتسع لها هذه العجالة .