تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانتهازية الأميركية

معاً على الطريق
الخميس 26-1-2012
عبد النبي حجازي

من بين زحمة الأخبار التي تهزك فتجد أنك لا تملك سوى الفرجة بعينين محدقتين وأذنين مرهفتين ... خبران - الأول: الاعتقال المزاجي للدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني مدة ستة أشهر قابلة للتجديد ولـ27 نائباً من المجلس دون أن توجه لأي منهم تهمة معينة،

وكالعادة نحن لا نفرق بين أميركا وإسرائيل في الموقف والمزاج، والثاني : الخطاب الانتخابي الذي ألقاه الرئيس الأميركي (الديمقراطي) باراك أوباما 25/1/2012 والذي يعتبر فيه بأنه هو الذي أنقذ أميركا والعالم من أسامة بن لادن الذي اصطادته الـ (CIA) في الباكستان وألقته في البحر بتاريخ 2/5/ 2011، وقد كان مجرد ذكر بن لادن أو ذكر تنظيم القاعدة في أميركا شبيهاً بذكر الشيطان، يجعل القلوب تختلج بالرهبة والعيون تحملق حواليها بهلع، للتذكير فإن بعض الآراء في أميركا آنئذ احتجت على أنه قتل بلا محاكمة ، لا من أجل التماس براءته أو تخفيف الحكم عنه بل لتمتع عيونها برؤيته يتهاوى لتطمئن قلوبها ويهدأ روعها ولتتشفى به.‏‏

أطول حرب خاضتها أميركا طوال خمسة وأربعين عاماً ضد شعوب جنوب شرقي آسيا خلال الحرب الباردة شنها الرئيس ( الديمقراطي) ليندن جونسون (1963-1969) مستنداً إلى قرار من الكونغرس تلاه الرئيس ( الجمهوري) ريتشارد نيكسون (1969 -1974) هي ( الحرب على فيتنام) ورغم كل ما قامت به أميركا من وحشية بالطائرات وأحدث الأسلحة الفتاكة لقصف المدارس والمستشفيات ومحطات الوقود، والغازات ترشها على الغابات لتعريتها وعلى مواسم الأرز لتخدر الناس على مدى أربع وعشرين ساعة، ومن الأساليب التي لجأ إليها الفيتكونغ أنهم حفروا متاهات تحت الأرض وتركوا منافذ موهوها بالقش والحشائش ليطّلوا منها ويصطادوا الجنود الاميركيين وعندما اكتشفها الأميركان لم يستطيعوا الدخول إليها لصغر حجم الفيتناميين فاضطروا إلى اختياز جنود صغيري الحجم من القاعدة الأميركية، رغم هذا تكبدت أميركا خلال تلك الحرب خسائر فادحة بالمال والجنود حتى وصلت الى طريق مسدود كما قامت تظاهرات في الشارع الأميركي تطالب بإيقافها فاضطرت إلى عقد اتفاقية باريس في 27/1/1973 لإنهائها.‏‏

وفي مطالع الألفية الثالثة وقعت أميركا في مستنقع الحرب على أفغانستان والعراق بحجة القضاء على الارهاب وحققت بوحشية انتصارات أسوأ من الهزائم، بما تكبدته من خسائر في المال والأرواح وما آل اليه الجنود من عاهات نفسية وجسدية جعلتهم خارج المجتمع، فانسحبت من العراق مغلوب على أمرها .‏‏

ويبدو أن جبروت اميركا وما تتكبده خلال حروبها من خسائر وهي تعاني من أزمات اقتصادية فإنها غيرت استراتيجيتها أخيراً بإعادة النظر في علاقتها مع القوى الإسلامية بعد أن أحرزت اغلبية نيابية في تونس وليبيا ومصر بغاية التحرر من حالات القلق واحتمالات الصراع التي قد تكون خسائرها أكثر من مرابحها، وربما بنيات مضمرة ان تفيد منها في تحقيق أغراضها وهي تحاول الاستمرار في فرض سيطرتها على المنطقة العربية وعلى إمكاناتها الاقتصادية، فمدت يدها تصافح الإخوان المسلمين، وتعقد اتفاقيات مع طالبان وتعلن انها تدرس إمكانية حل مشكلة إيران بالطرق الديبلوماسية.‏‏

anhijazi999@gmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1285
القراءات: 1111
القراءات: 1046
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1151
القراءات: 1681
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1205
القراءات: 1306
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1695
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1833

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية