في بلد عربي الهوية والانتماء ويشكل شبه قارة مكتنزة بالثروات وبعمق استراتيجي في القرن الافريقي لايقاوم الغرب جاذبيته وجذبه لاهدافه ومصالحه.
ليس بالضرورة ان تعلن الحروب بجيوش مدججة رغم اننا نعيش مرارة الغزو والاحتلال ومن هنا استهدف السودان بحروب دبلوماسية وقضائية بدأت بتأجيج قضية إقليم دارفور الداخلية ورفعها لمجلس الامن وفرض عقوبات تحت البند السابع، وقبلها وضعه في قائمة مايسمى الدول الداعمة للارهاب، وأخيراً استهدافه بغزو قضائي باستدعاء الجنائية الدولية للرئيس السوداني البشير هذا كله مدعوماً بأصابع صهيونية مسمومة للعبث بأمنه واستقراره وبتأجيج الاقتتال الداخلي.
في منحى تصاعدي تفاقمت قضية دارفور التي غاب عنها العرب طويلاً ثم تنبهوا فكانت الريادة لجهود الشقيقة قطر في مفاوضات الدوحة لحل الصراع بين الحركات المسلحة واغلاق ملف الحرب.
في المقابل القيادة السودانية لم تغلق باب الحوار مع المجتمع الدولي ومع واشنطن ونجحت في احتواء تداعيات الاوضاع الانسانية في دارفور في تصد لتداعيات الفوضى الخلاقة التي ضخها الغرب للشرق الأوسط الجديد.
بالتأكيد لم تكن هذه الفوضى خلاقة. ومايجري في السودان مشهد من مشاهدها وهي تحتاج إلى تضامن عربي وصحوة يدفع عنه المخاطر في توقيت سياسي مهم يمر به هذا البلد العربي بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي والاستفتاء على انفصال الجنوب إلى مفاوضات الدوحة.
زيارة وفد الجامعة العربية بمستواه الرفيع لاقليم دارفور استثنائية لانها تشكل سنداً لجهود القيادة السودانية في حل سلمي لدارفور وزخماً لمفاوضات الدوحة المرشحة وحدها مكاناً لاتفاق سلام شامل يبعد الحمولات الدبلوماسية الخطيرة التي تهدد استقرار السودان والتي تغذيها أطراف خارجية تشجع الداخل على الصراع حول تقاسم الثروة والسلطة وتعتبر تقسيم الدول فن الممكن أما غزوها وإحتلالها فمباح ومستباح كما جرى في العراق وأفغانستان.