كان هذا الشاب يتفنن في ضربة الإرسال ، فهي ترتفع عالياً لتسقط في ملعب الخصم .
لكن حين تسقط بعيدة فإنه يقول : الملعب قصير . وحين تنحرف الكرة يقول إن الكرة مفلطحة وليست كروية . حتى قال له أحدهم إن يدك هي المفلطحة وليست الكرة .
أعتقد أنه منذ ذلك الوقت بدأت تتكون عندي ملامح المذهب الفلطحي ، حتى أصبحت نظرية شاملة . طبعاً لست مخترعاً هذه النظرية فالتطبيقات موجودة لكنني أخرجتها في قانون .
ثمة سؤال فلطحي يحيرني ويربكني وهو : هل نحن خارج العصر وكل قوانينه ولا ينطبق علينا شيء ؟. لا أريد الكلام عن تضارب الأرقام بين المسؤولين حول النمو والعجز وغيرها ،. لكن أن يقف مسؤول اقتصادي بعد سنوات من التخطيط والتنفيذ والفشل والمكابرة ، رغم كل الانتقادات ليقول : إن الدولة فشلت في تحقيق النمو وحدها !!!
سؤال : هل هو الدولة ؟ إن كل ما حصل خلال السنوات الماضية من فشل وتسيب وانفلات هو نتيجة خططه وتنفيذه هو وزملائه . هم الذين يمثلون الدولة عملياً في هذا المجال . لماذا لا يقول لقد فشلنا وأفشلنا الدولة ؟ وسيكون هذا الكلام هو النجاح الوحيد له ولزملائه.
سؤال : لماذا لم تفشل الصين كدولة مع مليار و300 مليون بشري وتحقق الفائض الكبير وتتجاوز اليابان ليصبح اقتصادها الثاني في العالم . ونفشل نحن مع عشرين مليوناً ولا نحقق الاكتفاء على الأقل ولا نستطيع لا ضبط السوق ولا الأسعار ولا أي شيء ، حتى الخدمات أقل من حدها الأدنى ؟ أنا أصلّي من أجل أن أرى لو مسؤولاً واحداً يقف ليقول لقد فشلت ، وسأمنحه الميدالية الفلطحية .
في دولة عربية وليست أجنبية ، استلم وزير وزارته وبعد أيام انكشفت فضيحة في الوزارة ، ورغم أن الفضيحة موجودة قبل الوزير ولا علاقة له بها . لكنه اعتبر نفسه معنياً بها وقدم استقالته . رفُضت الاستقالة طبعاً لكن موقفه كان شهماً ومسؤولاً .
والبعض عندنا كان أداء مؤسسته أو وزارته على الدوام فضيحة مستمرة ، ويستمر في الحديث عن إنجازاته .
أم أحمد لأبي أحمد : أنا الذي أحدد نجاحك أو فشلك كزوج وليس حديثك وفتل شواربك أمام رفاقك .
أبو أحمد : بالله عليك هل أنا فاشل كزوج ؟
أم أحمد : ( حلّفتني يا أبو أحمد .. ) ..