أم حسين: حبيبي المجلى صار مليئاً بالطناجر والصحون وهو ينتظر تقنيتك ويديك الحلوين.
أبو حسين: أشكر هذا اللطف ياحبيبتي، لكن يجب أن أكتب المادة للمجلة فالعدد سيصدر، وأنا لي مصداقيتي.
أم حسين: وللجلي مصداقية، فهل يعجبك منظر المجلى؟ ثم أليست كلمة المجلة أو الجريدة مشتقة من كلمة مجلى؟
أبو حسين: ممكن، المجلى يجلي الصحون، والمجلات والجرائد تجلي العقول، وربما القلوب من الزفر والوسخ والتضليل.
أم حسين: ياعيني عليك، إذاً الجلي جزء أساسي من شغلك، ثم كم عدد الذين يقرؤون مجلتك؟ ثم لو كنتم أنتم الكتّاب مهمين كما تدعي لكنا نراكم دائماً على الشاشة لتوصلوا أفكاركم للجمهور، لكن نراهم دائماً يستضيفون ممثلين ومطربين لم يتح لهم وقتهم تعلم القراءة والكتابة،يستضيفونهم ليحكوا عن أمجادهم وجماهيريتهم ، أين أمجادكم وجماهيريتكم انتم؟
ومنذ وعيت والتلفزيون ملك لهؤلاء ،وإذا سمح لهم الوقت واحتاجوا ليملؤوا الفترة ولم يجدوا مطرباً او ممثلا شاغراً فربما يستضيفون كاتباً، إذاً أنتم الكتّاب والمفكرون عبارة عن سدادات عند القائمين على التلفزيون، وقادة الفكر والتغيير هم هؤلاء ولستم أنتم وقد صنعوا عقلية الجمهور كما يريدون وليس كما تريدون أنتم.
أبو حسين: هذه قصة طويلة.
أم حسين: من دون قصص، تستطيع وأنت تجلي أن تفكر بالمادة.
أبو حسين: وأنا أشتغل لا أستطيع أن أشغل نفسي بشيء آخر.
أم حسين بغضب: اسمع الكلمة واشتغل.
أبو حسين: أقصد ياحبيبتي أنني حين أكون على المجلى لا أريد أن يشغلني شيء.