| أحسن دكتور في البلد أبجــــد هـــوز ويتعكز على بعض العبارات، بطريقة مضحكة. قال لي: من يومين- يااستاذ - مرضت اختك ام الجود، الله تعالى لا يريكم المكروه ارتفعت حرارتها الى الواحد والاربعين وصارت تطلب منا ان لا نقرب وجهها من اي مصدر حراري فلو فعلنا فلربما اشتعلت باللهب واحترقت، آ خيو، وتفحمت! وبعد قليل هبطت حرارتها الى 36 درجة ، فتجمعت على بعضها وصارت تطق سناً بسن، واقترحت علينا ان نوفر على انفسنا الثلج، فإذا اردنا أن نبرد الماء يكفي أن تضع اصبعها في الكأس فيصبح مثلجا! استأجرنا تكسي- يا استاذ- ونزلنا الى البلد، وصرنا نفتل في الشوارع والحارات، وفي نفس الوقت كنا نتداول في اسماء الاطباء المشهورين الذين نعرفهم . ابني جواد ذكر لنا اسم طبيب قال انه اخو حفيانة، (يعني فهيم وخبير ومعلم وعليه معاينة بالسماعة لا يقف عليها حكيم!) وعنده ايكو ومنظار وجهاز تصوير، ومعه شهادات من بريطانيا وسكوتلاندا ! وقالت ابنتي جيداء ان صديق والد خطيبها دكتور لا يشق له غبار، آ خيو، ولا يصلى له بنار، وعنده سماعة وايكو ومنظار وفوقها جهاز معالجة ليزرية، المهم اذا جئته بمريض ( محني على طاقين) يجلسه مثلما يجلس الحداد السيخ المطعوج، ويبعث فيه الحياة، بإذن الله، فتراه نازلا من العيادة مطنبا يكاد يقع الى الخلف من شدة التطنيب مثل القبضايات الذين نراهم في المسلسلات السورية التي درجت موضتها في السنوات الاخيرة، ولولا الحيا- يا استاذ- لرأيت المريض الخارج من العيادة يضع خنجره في منتصف وأعلى سرواله كالقبضايات! انا قلت للاولاد: تعالوا نذهب الى طبيب صديقي من قديم الزمان يمتلك الادوات التي ذكرتموها كلها وفوقها لديه جهاز لثقب اذن الرضيعات من دون ألم! وهو صاحب خبرة طويلة في الحالات الطارئة مثل حالة والدتكم- الله يجعل يومي قبل يومها، وألتقي معها في جنان النعيم- فما رأيكم؟ بقينا اكثر من ساعة ونحن نتذكر اسماء اطباء، ونتصل بأصدقائنا عبر الموبايل ونسألهم ان كانوا يعرفون اطباء ماهرين، وحتى ام الجود فقد صحت من غيبوبتها وصار تقترح علينا بعض الاسماء. الخلاصة، آ خيو، وبلا طول سيرة اكتشفت لك، بعد كل هذه الدورة، اكتشافا اخا حفيانة، وهو التالي: في هذه الايام احسن طبيب في البلد هو الطبيب الذي تكون الكهرباء في عيادته مشتعلة!!
|
|