«الأخ الأكبر» لم تعجبه القيادة القطرية للقطار فآثر إنزالها في أول محطة، ليتسلم هو مباضع شق بطون الآخرين، وليمزج ألوان حقده من دم وأشلاء، ولأن «الشقيق الأصغر» اعتاد الشغب منطلقا من صندوق العجائب «الجزيرة»، التي أضافت نظرية إعلامية جديدة على ماسبق، اثر الإيغال في «ثوابته» وفي أحقية رعايته ل «الربيع العربي».
اختلاف في تفسيرات الظواهر السياسية بين «الإخوة» يدفع الدوحة إلى مزيد من التشبث بمواقفها بحجة الانفتاح، ويدفع الرياض كذلك إلى مزيد من التشدد تجاه ماتراه حقها الطبيعي في ان يكون (زعران) العرب ومارقوهم تحت إبطها، وعلى هذا الأساس بدا آل عاشر كمن أخذتهم «العزة بالإثم» وبدا آل سعود تائهين في لجة الرمال المتحركة، يفقدون بصيرتهم في السديم.
اختلاف الأجندات جعل محطتي البلدين يتنابذان بالألقاب، وكل منهما يثمن ويضخم سياساته ويقزم ويتفّه سياسات الآخر، وهكذا «ياطويل العمر» بدأت الحرب الإعلامية، ولان السعوديين مغرمون بالعرضة، بدؤوها «حنجلة» إذ قررت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع السعودية وقف وتجميد أي عمل إعلامي للشبكة التلفزيونية القطرية على أراضيها.
مانراه بداية لعملية شحذ السكاكين وشخذها، الاكشن بدأ، والضرب تحت الحزام ايضاً، وقريباً ستتسيد الساعات الإخبارية وحرب البرامج الوثائقية شاشة كل منهما.
سنلاحظ عما قريب كيف ان المحطتين سيريقان، وعلى ناصية الابتذال، ودون خجل ماء شعاريهما المضللين «الرأي والرأي الآخر» و«أن تعرف أكثر».