تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللحظة المغولية

لبنان
منوعات
الأربعاء 15-2-2012
نبيه البرجي

لكأننا مصرون على أن نبقى داخل ذلك القمقم، نقرأ للأسقف الجليل جورج خضر قوله: إن الزمان أيضاً هو كتاب الله، لنقل إنه كتاب الإنسان، فماذا تغير، بالنسبة إلى العرب، بل إلى الإنسان العربي، منذ ألف عام وحتى الآن؟

في هذه اللحظة التي تشهد ذروة تدهور العرب الذين نخشى ألا يكون تغير فيهم شيء منذ حرب البسوس، وأن نكون قد عقدنا العزم، بتأثيرات معينة أو بضغوطات معينة، أو بحساسيات معينة، على الانتحار الجماعي، ما يحدث الآن عندما نتصدع هكذا وحين تضع سالومي رؤوسنا، كل رؤوسنا، على صينية من القش، وتؤدي رقصة المناديل السبعة، إننا نساق بملء إرادتنا إلى المقصلة..‏

لا يحق لأحد القول، ودون التوقف عند أي ظروف، إنه بنى أو حاول بناء مجتمع يكون على تفاعل خلاق مع إيقاع الزمن، ودون التوقف عند مصطلحات باتت روتينية جداً، ومملة جداًمثل الحداثة والأصالة، وهي المصطلحات الحمالة الأوجه والتي طالما غرقنا، عبثياً، في تفسيراتها اللغوية والفلسفية..‏

كلنا مسؤولون عن وهن مجتمعاتنا، وكلنا مسؤولون عن عدم الارتقاء بالأمة التي تنطوي على كل ديناميات الإبداع، إلى مستوى الأمم التي الكثير منها لم يخرج فقط من قاع التاريخ بل ومن قاع الجغرافيا أيضاً، ومع ذلك فتلك الأمم شقت الطريق إلى الصفوف الأمامية في عصرنا.‏

ولنقل كفانا استنزافاً لبعضنا البعض، كفانا قتلاً، وأياً كان شكل القتل، لبعضنا البعض، وكفانا ترنحاً على قارعة الزمان، وعلى قارعة الإنسان وكفى المثقفين موتاً، أو صراخاً، أو أنيناً، في التفاصيل فالمنطقة على مفترق، والأخطار أكثر من أن تكون هائلة وعلينا أن نرفع الصوت للجميع، وفي وجه الجميع، لكي يعيد قادتنا النظر في كل شيء في النص، كما في الحالة، كما في الرؤية، وكذلك في الأداء.‏

أجل، نحن في ذروة التدهور مكاننا ليس في نيويورك، ولا في غير نيويورك (زماننا أيضاً)، بل هنا، وهنا، وهنا، في أرضنا التي كلها تستباح، فيما البقاء هكذا قد يحملنا على أن نضع زهرة على ضريح مارك سايكس أو جورج بيكو لأننا مقبلون على ما هو أشد سوءاً، وربما ما هو أشد هولاً، إذا لم نوقف في الحال اللحظة المغولية في داخلنا بل في وجوهنا..‏

انظروا في المرايا، تعرفون أين اللحظة المغولية في وجوهنا.. أوقفوها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 764
القراءات: 801
القراءات: 878
القراءات: 961
القراءات: 998
القراءات: 912
القراءات: 814
القراءات: 1026
القراءات: 870
القراءات: 847
القراءات: 973
القراءات: 1071
القراءات: 1059
القراءات: 1165
القراءات: 955
القراءات: 1122
القراءات: 1036
القراءات: 986
القراءات: 908
القراءات: 1018
القراءات: 979
القراءات: 1017
القراءات: 1007
القراءات: 1056
القراءات: 1070

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية