تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صَفقوا للجزار

شؤون سياسية
الجمعة 31/10/2008
هيثم صالح

ثماني سنوات من الارتباك والعربدة والجريمة والحروب والقتل يختتمها الرئيس الأميركي جورج بوش بمجزرة البوكمال التي قد لاتكون آخر حماقاته إذا أفسحت الايام المتبقية من ولايته لعقليته المريضة التورط بحماقة جديدة.

ليس غريباً أن يرتكب بوش مثل هذه الجريمة وهو خلال فترتي ولايته في البيت الابيض يسير من فشل الى فشل ومن خسارة الى خسارة ومن هزيمة الى هزيمة محاولا ان يصلح حماقة فيقع في أدهى واشد منها.‏

لقد بات من المؤكد ان هذا الرجل الواهم لم يستفد من تجربته الماضية ولم يمتلك حساً استراتيجياً ولامراجعة منطقية ولو كان كذلك لأدرك اسباب انفراط عقد ادارته واحداً تلو الآخر بعد كل فشل أو خسارة او هاوية وقع فيها وجر الاميركيين والعالم اليها.‏

إن مجزرة البوكمال بكل مالاقته من شجب وادانة واستنكار عالمي وبعد كل ماقيل عنها من تعليقات وتحليلات وماكتب عنها من افتتاحيات تناولت معظم جوانب الاحتمالات الممكنة لاقترافها , لاتندرج الا في اطار الانتقام من سورية وشعبها لمواقفها الثابتة والمبدئية الرافضة للاحتلال أياً كان مكانه وزمانه والداعمة للمقاومة الوطنية حيثما وجدت في الارض العربية أو في أي بقعة من العالم.‏

فالادارة الاميركية الحاقدة على سورية وقيادتها لسياستها الصائبة ونجاحها في افشال كل محاولات الضغط والابتزاز التي مورست عليها والنتائج الباهرة التي حققتها على الصعيد الدبلوماسي , والتي كان من ثمارها الانفتاح الاوروبي الواسع على دمشق لتصحيح مسار العلاقات, هذه الادارة لم تجد وسيلة للانتقام الا القيام بهذه المجزرة وقتل الابرياء والآمنين لتقول للآخرين انني هنا في الساحة ولكن شتان بين الزيارات ومد جسور الثقة والتواصل وبين اقتحام الحدود وقتل الابرياء والقضاء نهائيا على كل أمل بالحوار والتفاهم.‏

بالتأكيد لم يفعل بوش هذه الفعلة الشنعاء ولم يرتكب هذه المجزرة المروعة إلا لأنه كان يتوقع كما تصور له أوهامه أن أحداً ما في هذا العالم سوف يصدق ادعاءاته أو سوف يصرخ قائلاً:‏

صفقوا للجزار.. وهذا مالم يحصل أبداً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 هيثم صالح
هيثم صالح

القراءات: 724
القراءات: 795
القراءات: 826
القراءات: 751
القراءات: 873
القراءات: 832
القراءات: 806
القراءات: 825
القراءات: 872
القراءات: 902
القراءات: 909
القراءات: 1219
القراءات: 944
القراءات: 1018
القراءات: 1008
القراءات: 960
القراءات: 992
القراءات: 988
القراءات: 1031
القراءات: 1109
القراءات: 1086
القراءات: 1129
القراءات: 1006
القراءات: 1085
القراءات: 1157

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية