ليس غريباً أن يرتكب بوش مثل هذه الجريمة وهو خلال فترتي ولايته في البيت الابيض يسير من فشل الى فشل ومن خسارة الى خسارة ومن هزيمة الى هزيمة محاولا ان يصلح حماقة فيقع في أدهى واشد منها.
لقد بات من المؤكد ان هذا الرجل الواهم لم يستفد من تجربته الماضية ولم يمتلك حساً استراتيجياً ولامراجعة منطقية ولو كان كذلك لأدرك اسباب انفراط عقد ادارته واحداً تلو الآخر بعد كل فشل أو خسارة او هاوية وقع فيها وجر الاميركيين والعالم اليها.
إن مجزرة البوكمال بكل مالاقته من شجب وادانة واستنكار عالمي وبعد كل ماقيل عنها من تعليقات وتحليلات وماكتب عنها من افتتاحيات تناولت معظم جوانب الاحتمالات الممكنة لاقترافها , لاتندرج الا في اطار الانتقام من سورية وشعبها لمواقفها الثابتة والمبدئية الرافضة للاحتلال أياً كان مكانه وزمانه والداعمة للمقاومة الوطنية حيثما وجدت في الارض العربية أو في أي بقعة من العالم.
فالادارة الاميركية الحاقدة على سورية وقيادتها لسياستها الصائبة ونجاحها في افشال كل محاولات الضغط والابتزاز التي مورست عليها والنتائج الباهرة التي حققتها على الصعيد الدبلوماسي , والتي كان من ثمارها الانفتاح الاوروبي الواسع على دمشق لتصحيح مسار العلاقات, هذه الادارة لم تجد وسيلة للانتقام الا القيام بهذه المجزرة وقتل الابرياء والآمنين لتقول للآخرين انني هنا في الساحة ولكن شتان بين الزيارات ومد جسور الثقة والتواصل وبين اقتحام الحدود وقتل الابرياء والقضاء نهائيا على كل أمل بالحوار والتفاهم.
بالتأكيد لم يفعل بوش هذه الفعلة الشنعاء ولم يرتكب هذه المجزرة المروعة إلا لأنه كان يتوقع كما تصور له أوهامه أن أحداً ما في هذا العالم سوف يصدق ادعاءاته أو سوف يصرخ قائلاً:
صفقوا للجزار.. وهذا مالم يحصل أبداً.