| الشمس لا تحجب بالغربال..! أخبار مؤتمر دوربان لأنه سيتهم اسرائيل بالعنصرية. فهل تخلت اسرائيل عن طابعها العنصري الفاضح حتى تهرع أميركا الى هذا الموقف..؟. يبدو أن السياسة الأميركية لا تقرأ الواقع السياسي في اسرائيل كما هو, أو أنها تقرؤه جيداً لكنها تعتم عليه بدافع تضليل الرأي العام الدولي عن حقائقه العنصرية الدامغة لإظهار اسرائيل وكأنها تطهرت من آثام عنصريتها وتحولت الى دولة محبة للانسانية ورافضة لكل أشكال التمييز في العرق واللون والدين والجنس والهوية والانتماء. إسرائيل كيان عنصري إرهابي, ولا يغير من هذه الحقيقة التهرب من مواجهتها في مؤتمر دوربان أو اتهام المؤتمر بالتجني على اسرائيل, والدليل على ذلك تكشفه وقائع السياسات التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والأوصاف غير الانسانية التي يطلقها حاخاماتها وحكامها على العرب كوصفهم بحيوانات تدب على الأرض وبالثعابين والأفاعي والقول فيهم إن العربي الطيب هو العربي الميت. أميركا تنسى هذه الأوصاف العنصرية المحضة وتنسى أن تهويد الأرض والمدن والقرى العربية وتغيير أسمائها وهويتها التاريخية وإغراقها بالمستوطنين اليهود هو سلوك عنصري فاضح. كما تنسى أميركا أن مصادرة الأراضي واخلاء البيوت وترحيل سكانها العرب على نحو ما حدث في حي سلوان بالقدس مؤخراً هي سياسة عنصرية مكشوفة تمارس لهدف الاخلال بالوضع الديمغرافي في القدس لاخراجها من أي تفاوض وحل مستقبلاً. وجرائم الحرب الاسرائيلية وسياسة القتل المستهدف التي كان آخرها محرقة غزة هي الأخرى تتناساها أميركا لتثبت خلافاً للحقيقة والواقع وتوصيفات القانون الدولي, أن اسرائيل براء من العنصرية وأن العالم إذا وصفها بالعنصرية يكون قد ظلمها وتجنى عليها. تبدو أميركا في تعتيمها المكشوف على عنصرية اسرائيل, كمن يحاول حجب الشمس بالغربال, خصوصاً وأن هذه العنصرية سياسة ثابتة لاسرائيل تتمسك بها وتمارسها علانية في نهج القتل وجرائم الحرب والعزل والحصار والتمييز بين العرب واليهود, بل حتى بين يهودي غربي وآخر شرقي, فكيف يتفق لأميركا أن تغطي على هذه العنصرية الفاضحة بهذا الموقف غير المبرر..؟!.
|
|