وقلة توفر المادة فرصة لإطلاق فؤوسهم على الأشجار الحراجية والمثمرة ليقطعوا أوصال بساتين بحالها شكلت مصدر رزق لعشرات الأسر الفقيرة أصلا والتي هي بحاجة إلى دعم .
القطاع الأهلي تحرك بما أتيح له من وسائل لكن يد المتعدين على الأشجار والغابات كانت أطول بكثير لدرجة أنها شكلت تهديدا لأصحاب البساتين في ريف وقرى السويداء ، على سبيل المثال والأكثر قسوة أن تباع جذوع الأشجار وأغصانها خضراء على قارعة الطريق بأسعار تنافس بكثير سعر مادة المازوت الخاص بالتدفئة وكل ذلك تعرفه الجهات المسؤولة التي اكتفى معظمها بشجب الظاهرة والتنديد بها والتغني بفوائد الأشجار الاقتصادية والمادية وغير ذلك .
ما يجري على الثروة الحراجية في بعض المناطق من تعديات يشكل تحديا كبيرا لجهة نتائجه المستقبلية فقاطعو الأشجار باتوا كالجراد لا يوفرون عرقا أخضر الأمر الذي يستدعي تنظيم حملات مشتركة توقف زحف من يعتدي على الشجر أينما كان .
المشكلة أن قطع شجرة معمرة لا يستغرق سوى دقائق قليلة في حين أن زراعة شتلة صغيرة يتطلب مجهودا كبيرا ونمو هذه الشتلة لتصبح شجرة يحتاج سنوات بعضها يمتد لأكثر من جيل ومع ذلك ونحن في طريق الاستعداد للاحتفال بعيد الشجرة مطالبون كل حسب موقعه وتأثيره أن يعطي الشجرة قسطاً من اهتمامه للشجرة وأن تتشكل حملات أهلية على مختلف المناطق لزرع الأشجار حتى في حدائق المنازل إن أمكن ذلك علنا نرد برموز الحياة على تخريب المخربين .
التحديات على القطاع الزراعي لم تنته عند هذا الحد فهناك المزيد منها بالتأكيد ومع ذلك فالمطلوب انفتاح أكثر باتجاه تفعيل الخطط الزراعية حيث يمكن ذلك والاقتراب أكثر من مطالب أصحاب الشأن من فلاحين ومزارعين من خلال تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وتقديم الحلول العاجلة لما يواجههم من مشكلات وكما يقال الجود بالموجود ؛ والموجود يبشر بالكثير فهل نفعل؟