التحديد ياتي غالبا بعد جولات من الهزائم والاندحار حد التلاشي.
تستيقظ «اليونسكو» في 1972 لتسمي الثامن عشر من كل اذار بيوم التراث العالمي، وكأن هذا التراث اصابه ابّان ذاك التاريخ مس فاضح من قاعدة تهشم جبهات التماثيل المعمرة في افغانستان، او متطرفون يستولون، قبل عامين، على مدينة «تمبكتو» المالية فيهدمون اول ما يهدمون ثلاثة مساجد نضرة مدرجة، ثلاثتها، على لوائح التراث العالمي.
نحن امام منطقين. هدم وبناء، ولان الاولى غلبت الثانية سنت منظمة الامم المتحدة للثقافة والعلوم هذا اليوم «الباهت» الذي لايليق ببشر يفترض فيهم التقديرلما توارثوه عن الاباء، ويفترض فيهم فقط ان من ينظر الى البهي في الخلف، يمكنه النظر الى الامام للاستدلال على مواطئ غير زلقة لاقدامه.
مانفع التاريخ والمناسبة ؟ وخاصة، في ردهات هذا العالم العربي، واقتنعت منذ زمن بانه «عالم» لاوطن. فثمة داخلون بالمعاول جددا، ازالوا بعض «الشرك» في ليبيا ومصر وبعض تونس، وفي سورية دمّر الارهابيون تمثالاً نصفياً للمعري في مسقط رأسه.
هل يمكن الاستخلاص ان كل معول هدم يرفع في وجه حقول المعرفة المتوارثة، يحتاج الى قرار عالمي ؟ ماجدوى قرار يعنى بالنتائج لا بالأسباب، وهي نقيصة تحسب عليه.
في نص الاتفاقية مايدين وبشدة حُرّاس الآثار فلو امنوا «حمايتها من العبث والتدمير» ولو «حضرت التشريعات التي تلزم المؤسسات والأفراد بالحفاظ على التراث «لكان الامر لزوم ما لم يلزم، هو التعفير بعد «القطاف».