في عامين تمكنت هذه الاقتصاديات الفاسدة بأغلبها رفع مؤشر البطالة من 14بالمئة في العام 2010 الى 16 بالمئة العام الماضي، ليصل مجموع المنتظرين نحو 20 مليوناً، وما كان لهذا الرقم أن يكون قياسياً لو أن الحكومات العربية انتقلت من البيروقراطية والفساد إلى ظل الرشاد والحوكمة، حينها سينبت في أكنافها قنوات تصريف العمالة من خلال خلق الفرص لا من خلال انتظار ما سيتطلبه سوق العمل من كوادر. الحكومات الرشيدة الكفؤة تصمم الأسواق وتخلق فرص التشغيل من بين أهدابها.
المدير العام لمنظمة العمل العربية شط بعيداً في إحالة أسباب البطالة الى حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها بعض دول المنطقة، ونسي أن معدل البطالة، قبل أن تنفتح أبواب الاضطرابات، كان من أعلى المعدلات في العالم، ويحتاج الى «شبّة وخرزة زرقاء» كيلا ينافسه احد، وكأني بالرجل لايريد إزعاج أحد من الحكومات التي تمول منظمته، ولذا آثر التسكين والسلامة ورمى بحمل الجمل على الاحداث التي شهدتها العديد من دول المنطقة،فهذه الأحداث- وهنا أسرد له- أدت إلى تراجع الاستثمار والإنتاج، وظهور مطالب فئوية عطلت الإنتاج، إضافة إلى تراجع قطاع السياحة الذي يشكل مصدراً مهماً لعدد من الدول العربية.
كان لها تأثير واضح وما من شك، لكنها ليست الشيطان الرجيم وحدها، فثمة دول لديها من فوائض البترو دولارمايكفي لاستزراع آلاف آلاف فرص العمل ولم تفعل، وكل مافعلته أنها التفت على فقراء الوافدين من عرب وعجم فأبعدتهم.