| نسامح.. وننسى..؟! خَطٌ على الورق- ثقافة لا يمكنك أن تنسى إن لم تسامح ولا يمكنك أن تسامح إن لم تنسى. صحيح أن النسيان، من طبائعه أنه لا إرادي بنسبة عالية.. في حين أن التسامح فيه إرادة أقوى.. يعني أنه يخضع إلى مستوى أعلى للإرادة. لكنهما متلازمان.. أو يجب أن يكونا متلازمين وإلا فإن التراجع والفشل في أحدهما سينتهي إلى تراجع وفشل في الثاني. بتقديري أن الطريق أمامنا ما زال طويلاً.. والهدف بعيداً.. لكننا نتقدم بشكل حقيقي و جدي وسرعة ستتزايد كلما مضينا أبعد في تحقيق الانتصارات. وبالتالي لا بد من بناء التوجه الاجتماعي للنصر.. الواقع الاجتماعي هو أهم المشكلات التي تواجهنا.. وإعادة البناء فيه هي الأصعب. ليس ذلك وحسب.. بل ما نراه ونحسه من كلام ومواقف على هامش الانتصارات المتحققة حتى اليوم.. حيث تطرح مواقع التواصل الاجتماعي والتخابر والإعلام الإلكتروني علينا بشكل دائم رسائل حاقدة مفعمة بالكراهية... حريصة على الانتقام بشكله الوحشي البشع... ومتوعدة. هذه الرسائل تأتي من مختلف جهات الصراع والحرب التي قامت وما زالت في سورية.. كل طرف يعتقد نفسه أنه تعرض للظلم الأشد.. ويتضح من كلامه أن وراءه من يغذي مشاعر الكراهية لديه ويذكي نارها ويجد لها المبررات المستدامة... ويصم أذنيه ويغلق عيونه عما جرى على الجبهات الأخرى. دعوني أقول لكم.. أو لمن أصادفه بكلماتي هذه منكم.. كل الظلم.. كل الإجرام .. كل العنف والإرهاب وقع أولاً على سورية بكاملها قبل البحث في التفاصيل.. وقع على البشر والحجر والطير والحيوان والنبات... وكل مظاهر الحياة في هذه البلد... الأرض والبيوت والمرافق العامة.. المدارس والجامعات.. المصانع والحقول.. الطرق والجسور. المرافئ والمطارات.. كل نقطة من هذا الوطن تعرضت لظلم لا حدود له.. ولجريمة حاقدة.. فلا يحق لأحد أن يدعي أنه وحده تعرض للظلم والدمار.. وليس له أن يتهم غيره ويبرئ نفسه.. نتفق على اتهام الإرهاب ومن وقف وراءه وشجعه وأيضاً من فكر أنه سينتصر اعتماداً على تقدم الإرهاب في تدمير الحياة السورية. نتفق على العدو.. والعدو هو: اسرائيل ومن معها.. الإرهاب وداعموه.. بعيداً عن هذين العدوين.. لنضع السلاح.. ولندع الكراهية والتفاصيل المؤلمة المجرمة.. فلم يبرؤ منها أحد.. وما يوجعك يوجع غيرك.. فلندع السلاح والكراهية.. الوطن ينادينا.. ولنسامح ولننسى.. as. abboud@gmail.com
|
|