تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نسامح.. وننسى..؟!

خَطٌ على الورق- ثقافة
الثلاثاء 3-7-2018
أسعد عبود

هما إرادتان .. النسيان والتسامح.. كيفما رتبناهما لا فرق.. فلا بد منهما معاً. فصلهما يجعل من تبني أي إرادة منهما بعيداً عن الأخرى ادعاء فارغاً ومؤقتاً.. يخفي ناراً تحت الرماد قابلة لتولع بحلول أي ظرف مناسب لها.

لا يمكنك أن تنسى إن لم تسامح ولا يمكنك أن تسامح إن لم تنسى. صحيح أن النسيان، من طبائعه أنه لا إرادي بنسبة عالية.. في حين أن التسامح فيه إرادة أقوى.. يعني أنه يخضع إلى مستوى أعلى للإرادة. لكنهما متلازمان.. أو يجب أن يكونا متلازمين وإلا فإن التراجع والفشل في أحدهما سينتهي إلى تراجع وفشل في الثاني.‏

بتقديري أن الطريق أمامنا ما زال طويلاً.. والهدف بعيداً.. لكننا نتقدم بشكل حقيقي و جدي وسرعة ستتزايد كلما مضينا أبعد في تحقيق الانتصارات. وبالتالي لا بد من بناء التوجه الاجتماعي للنصر.. الواقع الاجتماعي هو أهم المشكلات التي تواجهنا.. وإعادة البناء فيه هي الأصعب.‏

ليس ذلك وحسب.. بل ما نراه ونحسه من كلام ومواقف على هامش الانتصارات المتحققة حتى اليوم.. حيث تطرح مواقع التواصل الاجتماعي والتخابر والإعلام الإلكتروني علينا بشكل دائم رسائل حاقدة مفعمة بالكراهية... حريصة على الانتقام بشكله الوحشي البشع... ومتوعدة.‏

هذه الرسائل تأتي من مختلف جهات الصراع والحرب التي قامت وما زالت في سورية.. كل طرف يعتقد نفسه أنه تعرض للظلم الأشد.. ويتضح من كلامه أن وراءه من يغذي مشاعر الكراهية لديه ويذكي نارها ويجد لها المبررات المستدامة... ويصم أذنيه ويغلق عيونه عما جرى على الجبهات الأخرى.‏

دعوني أقول لكم.. أو لمن أصادفه بكلماتي هذه منكم.. كل الظلم.. كل الإجرام .. كل العنف والإرهاب وقع أولاً على سورية بكاملها قبل البحث في التفاصيل.. وقع على البشر والحجر والطير والحيوان والنبات... وكل مظاهر الحياة في هذه البلد... الأرض والبيوت والمرافق العامة.. المدارس والجامعات.. المصانع والحقول.. الطرق والجسور. المرافئ والمطارات.. كل نقطة من هذا الوطن تعرضت لظلم لا حدود له.. ولجريمة حاقدة.. فلا يحق لأحد أن يدعي أنه وحده تعرض للظلم والدمار.. وليس له أن يتهم غيره ويبرئ نفسه..‏

نتفق على اتهام الإرهاب ومن وقف وراءه وشجعه وأيضاً من فكر أنه سينتصر اعتماداً على تقدم الإرهاب في تدمير الحياة السورية.‏

نتفق على العدو.. والعدو هو:‏

اسرائيل ومن معها..‏

الإرهاب وداعموه..‏

بعيداً عن هذين العدوين.. لنضع السلاح.. ولندع الكراهية والتفاصيل المؤلمة المجرمة.. فلم يبرؤ منها أحد.. وما يوجعك يوجع غيرك..‏

فلندع السلاح والكراهية.. الوطن ينادينا.. ولنسامح ولننسى..‏

as. abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 569
القراءات: 878
القراءات: 860
القراءات: 832
القراءات: 876
القراءات: 918
القراءات: 928
القراءات: 907
القراءات: 994
القراءات: 998
القراءات: 953
القراءات: 991
القراءات: 964
القراءات: 998
القراءات: 1238
القراءات: 1134
القراءات: 1055
القراءات: 1072
القراءات: 1135
القراءات: 1123
القراءات: 1137
القراءات: 1159
القراءات: 1150
القراءات: 1206
القراءات: 1199

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية