بعيداً عن التشبيه والمقارنة ثمة فيلم آخر وبجزأين «وول ستريت: المال لاينام أبدا « فيه حياكة سينمائية عن عبيد المال وأسياده ، وعن فعل الصغائر والكبائر للحصول على الثروة,فالذئاب مثل «غوردون» يصطادون ويحتالون ويبيّضون الأموال والسندات وكل شيء أسود لينضموا الى ناديي الثروة والنفوذ .
هل الجشع جيد؟ يتساءل بطل الفيلم وهو يقدم لكتابه الذي يحمل نفس العنوان، ويجيب بأن سوء النية في النظام المالي و«المضاربات والديون يمكن أن تقضي على الاقتصاد الأمريكي».هي ليست قصة فيلم بقدر ماهي نقل لزلزال أمريكي وصلت ارتداداته إلى أركان المعمورة الأربعة، ولم تزل تحت وطأتها حتى الآن. هو أسلوب حياة الأسواق المنفلتة قولاً وفعلاً، المضبوطة شعاراً وزيفاً.
هل كان سيتعظ بطل الفيلم»مايكل دوغلاس» لو لم يسجن بعد أن بغى وطغى وترك ابنته ليجمع المال بالنصب والاحتيال، ؟ وهل كان سينثر درر الحكمة التي أورثها له السجن.
«المال لاينام أبداً» ليس في وول ستريت فقط،بل في كثير من الأسواق المنفلتة التي لاترعوي بضابط قانوني، وما العمل إلا اختزال لواقع وسمَ أداء الأسواق المالية العالمية ، وبالأخص منها الأمريكية بميسمه.المال الذي لاينام مال شرير، وغير طبيعي ويخالف نواميس الحياة، هو نشاز ليس إلا، والنشازات درجات فمنها من لايؤثر على اقرب الأقربين،في حين ان بعضها وقح وممتد ومعدٍ وهو ماكان في 2008 .