لا مساومة في حب «إسرائيل» وحمايتها والوقوف إلى جانبها.
وتواجهك حالات من (ضبط النفس) في القضايا الوطنية والقومية كطريقة (أضعف الإيمان) في محاربة (المنكر) بالقلب، أي بالأحلام والنيات وهي لا تقدم ولا تؤخر إلا أنها تبعث بعض التوازن النفسي الخلبي كأن تشتهي (الكباب المشوي) فتمر من جانب المطعم وتتنشق ملء صدرك وتمضي.
في الشقيقة تونس بعد تأسيس الديمقراطية تقدم أخيراً 94 طلباً لتأسيس أحزاب جديدة وبغض النظر عن الاستجابة قبولاً أو رفضاً فإن عدد سكان تونس هو عشرة ملايين أي بمعدل حزب لكل 100 ألف مواطن وهذا يتلاءم مع المثل القائل (سراج وشمعة أو على العتم جمعة) وكأنما أصابهم ما أصاب زوربا، كان يشتهي الكرز وعندما أتيح له ظل يأكل حتى أصيبت معدته، إن التونسيين جزء أساس من الأمة العربية بمعنى أن أحلامهم جزء من الأحلام العربية والعرب جميعهم ميالون إلى هذه الأحلام يحلمون كثيراً ويعملون قليلاً أو لا يعملون أبداً منذ استخدمهم الاستعمار الغربي للقضاء على الدولة العثمانية في ثورة العام 1917 بقيادة الشريف حسين الذي وضعت له بريطانيا لتوجيه الثورة بحسب رغبتها مستشاراً هو ضابط المخابرات الشهير (لورانس) كما جاء في كتابه (أعمدة الحكمة السبعة).
وتقاسمت بريطانيا وفرنسا الوطن العربي ثم جاءت النكبة فالنكسة ثم احتلت أميركا أفغانستان وخربتها ثم العراق وقسمتها وخربتها واستنزفت نفطها ثم حوصرت غزة وكان ضبط النفس بكل معانيه لا كلام ولا أفعال، في حرب فلسطين لم يتحقق سوى ثلاثة انتصارات جزئية الأول قاده (فوزي القاوقجي) بمتطوعين من سورية ولبنان، والثاني احتلال مستعمرة (كعوش) قادها العقيد محمود بنيان من جيرود والثالث احتلال مستعمرة (جسر بنات يعقوب ) في معركة قادها العقيد ممدوح الأطرش من السويداء وكلنا يذكر موقف الجيش العراقي (ماكو أوامر) والجيش المصري والأسلحة الفاسدة والجيش الأردني وكان يقوده (غلوب باشا) البريطاني.
ولا تزال قضية فلسطين أم القضايا. حماس تغاضت عن جميع التهديدات والضغوط ورفضت الإفراج عن (شاليط) في ذكراه الخامسة إلا مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الذين يعانون أقسى أنواع التعذيب في السجون الإسرائيلية التي دخلها بعضهم طفلاً أو شاباً صغيراً وأصبح رجلاً مكتملاً، وفي عكا يقيم العرب ببيوت لا يملكونها لأنها من الوقف الإسلامي لكن الصهاينة قرروا أن يجعلوها تراثاً يهودياً فأخرجوا أهلها منها وباعوها لعدد من رجال الأعمال اليهود لينشئوا مجمعات سياحية. أراد العرب أن يشتروا بيوتهم فمنعوهم بتحديد أسعار باهظة وأصر (نتنياهو) على منع قافلة الحرية من الوصول إلى غزة فما جدوى ضبط النفس؟ لم يبق إلا الصبر ويقال «ماوراء الصبر إلا المجرفة والقبر» أو لننطح الجدار.
anhijazi@gmail.com