تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضبط النفس

معاً على الطريق
الخميس 30-6-2011
عبد النبي حجازي

«ضبط النفس» عبارة تحمل معنيين: الأول (فيزيولوجي) كالذي يوجهه الأب أو الأم للطفل إذا تعذر وجود الحمام، والثاني (نفسي) مألوف توجهه أميركا أو مجلس الأمن إلى المعتدي والمعتدى عليه إذا كانت «إسرائيل» طرفاً معتدياً يدل على ذلك آخر إعلان لأوباما:

لا مساومة في حب «إسرائيل» وحمايتها والوقوف إلى جانبها.‏

وتواجهك حالات من (ضبط النفس) في القضايا الوطنية والقومية كطريقة (أضعف الإيمان) في محاربة (المنكر) بالقلب، أي بالأحلام والنيات وهي لا تقدم ولا تؤخر إلا أنها تبعث بعض التوازن النفسي الخلبي كأن تشتهي (الكباب المشوي) فتمر من جانب المطعم وتتنشق ملء صدرك وتمضي.‏

في الشقيقة تونس بعد تأسيس الديمقراطية تقدم أخيراً 94 طلباً لتأسيس أحزاب جديدة وبغض النظر عن الاستجابة قبولاً أو رفضاً فإن عدد سكان تونس هو عشرة ملايين أي بمعدل حزب لكل 100 ألف مواطن وهذا يتلاءم مع المثل القائل (سراج وشمعة أو على العتم جمعة) وكأنما أصابهم ما أصاب زوربا، كان يشتهي الكرز وعندما أتيح له ظل يأكل حتى أصيبت معدته، إن التونسيين جزء أساس من الأمة العربية بمعنى أن أحلامهم جزء من الأحلام العربية والعرب جميعهم ميالون إلى هذه الأحلام يحلمون كثيراً ويعملون قليلاً أو لا يعملون أبداً منذ استخدمهم الاستعمار الغربي للقضاء على الدولة العثمانية في ثورة العام 1917 بقيادة الشريف حسين الذي وضعت له بريطانيا لتوجيه الثورة بحسب رغبتها مستشاراً هو ضابط المخابرات الشهير (لورانس) كما جاء في كتابه (أعمدة الحكمة السبعة).‏

وتقاسمت بريطانيا وفرنسا الوطن العربي ثم جاءت النكبة فالنكسة ثم احتلت أميركا أفغانستان وخربتها ثم العراق وقسمتها وخربتها واستنزفت نفطها ثم حوصرت غزة وكان ضبط النفس بكل معانيه لا كلام ولا أفعال، في حرب فلسطين لم يتحقق سوى ثلاثة انتصارات جزئية الأول قاده (فوزي القاوقجي) بمتطوعين من سورية ولبنان، والثاني احتلال مستعمرة (كعوش) قادها العقيد محمود بنيان من جيرود والثالث احتلال مستعمرة (جسر بنات يعقوب ) في معركة قادها العقيد ممدوح الأطرش من السويداء وكلنا يذكر موقف الجيش العراقي (ماكو أوامر) والجيش المصري والأسلحة الفاسدة والجيش الأردني وكان يقوده (غلوب باشا) البريطاني.‏

ولا تزال قضية فلسطين أم القضايا. حماس تغاضت عن جميع التهديدات والضغوط ورفضت الإفراج عن (شاليط) في ذكراه الخامسة إلا مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الذين يعانون أقسى أنواع التعذيب في السجون الإسرائيلية التي دخلها بعضهم طفلاً أو شاباً صغيراً وأصبح رجلاً مكتملاً، وفي عكا يقيم العرب ببيوت لا يملكونها لأنها من الوقف الإسلامي لكن الصهاينة قرروا أن يجعلوها تراثاً يهودياً فأخرجوا أهلها منها وباعوها لعدد من رجال الأعمال اليهود لينشئوا مجمعات سياحية. أراد العرب أن يشتروا بيوتهم فمنعوهم بتحديد أسعار باهظة وأصر (نتنياهو) على منع قافلة الحرية من الوصول إلى غزة فما جدوى ضبط النفس؟ لم يبق إلا الصبر ويقال «ماوراء الصبر إلا المجرفة والقبر» أو لننطح الجدار.‏

anhijazi@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2074
القراءات: 1019
القراءات: 1020
القراءات: 1017
القراءات: 1213
القراءات: 1040
القراءات: 978
القراءات: 1260
القراءات: 1228
القراءات: 1088
القراءات: 1572
القراءات: 1133
القراءات: 1657
القراءات: 1180
القراءات: 1135
القراءات: 1235
القراءات: 1177
القراءات: 1257
القراءات: 1242
القراءات: 1248
القراءات: 1465
القراءات: 1598
القراءات: 1413
القراءات: 1337
القراءات: 1738

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية