كان ذلك الافتراض, اما الواقع فقد أثبت على مدى سنوات عدة - ما قبل الحرب على سورية - أن معظم تلك المراكز فقد صلته بمهمة الثقافة التي تعني فيما تعنيه تهذيب وترويض النواحي المستوحشة من الفكر والنفس لدى أفراد المحيط. قلة قليلة من المراكز الثقافية كانت مصدر تنوير وثقافة حقيقية وذلك نتيجة جهد فردي لبعض مديري المراكز وليس وفقاً لخطة محددة المعالم تضطلع بها الجهة المسؤولة عنها.
في جانب آخر - ومرة أخرى نتحدث في الافتراض - انتشرت بضعة مراكز ثقافية خارج سورية وكان عليها أن تسوّق لحضارة ومدنية سورية وتعرف المجتمعات هناك على رواد الفكر والفن السوري..
واقعياً وحسب كل ما كنا نسمع به ونقرأ عنه لم تقم تلك المراكز بتأدية مهمتها المنوطة بها بنسبة واضحة, وهكذا ربما نتفهم خطوة وزارة الثقافة بإيقاف تلك المراكز التي كانت تكلف ميزانية الوزارة مبلغاً ضخماً يشكل جزءاً هاماً من ميزانيتها للإبقاء على عدد من مقرات مؤجّرَة وموظفين يقبضون بالعملة الصعبة.
الثقافة ليست فرض كفاية في مجتمع كالمجتمع السوري حالياً.. إنها فرض عين على كل سوري يملك أرضية ثقافية وفكرية ترفد النهر وتعمق مجراه.
ماذا تفعل مراكزنا الثقافية هذه الأيام؟!
suzan_ib@yahoo.com