يصبح عرضة لسيل من الاتهامات تبدأ بمعاداة السامية ولا تنتهي بالنازية مما أدمنت أبواق الدعاية السياسية والاعلامية الاسرائيلية على توجيهها له, كما سبق وحدث مع العديد من الشخصيات السياسية والفكرية العالمية أمثال كورت فالدهايم وروجيه غارودي وعمدة لندن السابق والكثيرين غيرهم.
واليوم يكرر نتنياهو توجيه هذه الاتهامات لكل من يطالب اسرائيل بالكف عن سياسة الاستيطان, فيشبه المطالبة بتفكيك المستوطنات بالحملة النازية ضد اليهود..!.
وحين نستذكر أن العالم من أقصاه الى أقصاه يشترك بهذه المطالبة الموضوعية فيصبح العالم كله حسب نتنياهو ومنطقه العدواني متهماً بحكم تطرفه وسلوكه المغرق في العنصرية ضد كل من ليس صهيونياً وكذلك بحكم عدائه المستحكم للسلام, لا يرى نتنياهو خجلاً من وضع العالم كله في دائرة هذا الاتهام الذي لا يخالف أبسط قواعد المنطق فقط بل يتجنى أيضاً على كل من ينتقد الاستيطان باطلاق وصف النازية الذي لا ينطبق في الواقع إلا على نتنياهو وأمثاله من رموز التطرف والعنصرية في إسرائيل.
فنتنياهو نازي بامتياز لأنه ضد العرب يكرههم بعمق ويرفض الاعتراف بحقوقهم الوطنية والقومية المشروعة ويمارس الاستيطان العنصري على أراضيهم ويدافع عنه خلافاً للقانون الدولي الذي يعتبره عملاً غير مشروع.
وتتجلى نازية نتنياهو أيضاً في فكره ومنطقه الاستعلائي التوسعي الذي يصور فيه الاسرائيليين –كما ورد في خطابه الأخير- مصدر كل ابداع في العالم وينظر من خلاله الى الأراضي العربية المحتلة جزءاً مما يسميه أرض اسرائيل الكاملة.
والخطير في افتراءات نتنياهو هو غايته الماكرة التي تهدف إلى تكميم أفواه منتقدي الاستيطان بوضعهم أمام اتهام جائر هو وصفهم بالنازية ومعاداة اليهود إن هم تجرؤوا على التعرض لسياسة الاستيطان وانتقدوها بكلام لا يروق له, ولئلا يكونوا عرضة لهذه الافتراءات عليهم ألا ينتقدوا.
هل يقبل العالم بهذه الافتراءات الفاضحة..؟ لا أحد يقبل بها, وعلى دوائر السياسة والإعلام في العالم أن تدحضها وتكشف بفضح الجرائم العنصرية لاسرائيل بما فيها الاستيطان إن اسرائيل تمثل نازية العصر و حكوماتها التي تدير سياسة العدوان والكراهية والافتراء هي رأس هذه النازية.