إلاأن كيد الكائدين وتآمر المتآمرين على تلك الوحدة آنذاك - وكماهو حال سورية حالياً التي تتعرض لحرب كونية معلنة بشكل فاضح، خاصة من قبل دول عربية معينة - حال دون استمرارها وتحقيق الحلم العربي في استمرار أول وحدة في العصر الحديث، وتحقق لأعداء الوحدة ماأرادوا ، عندما أعلنوا الانفصال في الثامن والعشرين من شهر أيلول عام 1961، فما كان من الحزب وكوادره إلا العودة إلى إحياء تنظيمهم والعمل ليل نهار للرد على الانفصال البغيض ، ولم يمض أكثر من ستة عشر شهراً حتى أعاد حزب البعث العربي الاشتراكي ألقه وقدرته على تفجير ثورته الدائمة على مدى خمسين عاماً مضت.
وسورية ترفع لواء النضال والدفاع عن أمة العرب وإقامتها من كبواتها هنا وهناك ، لإعادة أمجاد العرب وهاهو البعث وكوادره من خلال كتائبه وفصائله وتلاحمها مع جيشها العقائدي والطيف الواسع من السوريين يتصدون لأشرس هجمة كونية ضد بلدهم التي آمنوا بعقيدتها ومبادئها وهاهم يردون الشر عن بلادهم، ولن يسمحوا لأحد بالنيل من صمودهم وجبروتهم لأنهم عرفوا أن آذار - باق في وجدان السوريين، والبعث وجماهيره يكتبون سطوراً لتاريخ أبوا إلا أن يكون كمجد أجدادهم الذين سادوا الدنيا وبنوا أمجادها.
رايات البعث ستبقى خفاقة وكما امتلك القدرة على التكيف مع الظروف والمعطيات ومن ثم الانطلاق في خطوات عملية وجادة على مدى الأعوام الماضية فإن قدرته رغم ما تتعرض له سورية اليوم والبعث تحديدا لابد من أن ينجز مشروعه الحقيقي في بناء سورية المتجددة.