لذلك رحت أبحث عن /المسرحي/ خالد تاجا لأنني لم أعرفه إلا ممثلاً تلفزيونياً وبعضاً من سينمائيته.
في كل دور يمثله أراه يجسد أبطال التراجيديا والملاحم المسرحية، ففيه الشيء الكثير منها وطالما قرأت لنقاد ما اعتقدت أنه صحيح، فهو فنان الأدوار المركبة والصعبة بملامح بطل صنديد جديد مندفع بحماسة ويؤدي ما عليه بنبالة الفنان الفارس.
خالد تاجا.. لطالما ارتدى هذا الحس التراجيدي حتى وهو يؤدي الكوميديا بشكل أكثر تحرراً من الصيغ القديمة لهذا البطل التراجيدي ومع أنه يبدو ظاهرياً يتسم بشيء من الصرامة والتماسك إلا أنه يحمل في داخله الروح الإغريقية التي تبعث من جديد في كل عمل يؤديه وكان حلمه الدائم العودة إلى خشبة المسرح ونصب عينيه شكسبير وكثيراً ما كان يردد رغبته في العودة إلى المسرح الذي أتى منه في بداياته في السادسة عشرة من عمره.. بدأ مسرحياً وانضم بعدها إلى فرقة المسرح الحر ثم المسرح العسكري فقدم روائع منها «مرتي قمر صناعي، في انتظار عبد الفتاح، حرامي غصب عنه، الطلقة الأخيرة».
كما ألّف نصوصاً مسرحية منها (الطفر كنز لا يفنى) و(بالناقص زلمة) وغيرها...
التلفزيون والوقت والموت سرقوا منا فناناً مسرحياً وإنساناً طالما ردد(الجوع والخنوع وصرخة الموجوع) ثلاثة كانت أكثر ما كرهه في حياته.
بكبرياء الواثق بفرادة العبقرية وعندما سئل عن رأيه باللقب الذي أطلقه عليه محمود درويش أنه أنطوني كوين العرب قائلاً: «هذا شرف كبير.. على الرغم من أن أنطوني كوين لا يشبهه أحد وأنا لا أحد يشبهني فكل منا له عالمه».
إلى فنانينا الذين سرقهم التلفزيون، المسرح بانتظاركم لتخليد لحظة انتظرها /الشكسبير الشامي/ فلا تفوتوها.
hend.Bozo@yahoo.com