لكن.. ليس من الإنصاف أن نعتبر هذه المنظمة الدولية.. مجرد وهم.. لا... في الحقيقة هي موجودة ولها فعلها وتأثيرها.. وبالتالي من الضروري إعطاؤها الدور المفترض والاحترام اللازم..
ورغم ما يحتويه ميثاقها من عوامل المس بالعدالة والمساواة بين الشعوب والدول.. وترسيخ سيطرة الدول الكبرى على القرار الدولي في الأمم المتحدة.. فإن هذه الدول لم ترضَ بما احتواه الميثاق من ترسيخ لهيمنتها على القرار الدولي.. فلجأت إلى إضعاف الأمم المتحدة والضغط عليها لمنعها من أداء وظيفتها.. وفرضت عليها وعلى إدارتها تبني قرارات عدوان على الدول.. كما في عدوان الناتو الذي دمر ليبيا وهي دولة مستقلة عضوة في المنظمة الدولية.. ويذكر هنا أيضاً.. العقوبة غير المعلنة التي فرضت على الأمين العام العربي الوحيد للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي.. لأنه نشر تقرير المنظمة الدولية حول جريمة اسرائيل في قصفها لموقع للأمم المتحدة التجأ إليه مئات اللبنانيين.. وقد تجاوز عدد القتلى المئة، كثير منهم من الأطفال. رافضاً بذلك طلب الولايات المتحدة له بعدم النشر.. فمنعت إعادة توليه للمنصب مرة ثانية كما جرت العادة، ضعف الأمم المتحدة وخضوعها لسيطرة لغرب الاستعماري.. رغم العداء الشديد الذي تضمره وتظهره أحياناً الولايات المتحدة للمنظمة الدولية يجعل توليها أي مسألة مختلف عليها.. لا يبشر بالخير.
لذلك.. ورغم قناعتي الأكيدة بوجوب الحل السياسي في سورية.. أنا غير متفائل بلجنة لمناقشة الدستور تعمل في جنيف.
على الأقل أستطيع أن أقول: إن اجتماعاً للسوريين ولجنتهم في سورية.. دمشق أو غيرها.. يقدم خطوة صحيحة مقنعة مهما كانت الظروف. ومع ذلك.. ننتظر"الغيث..
As.abboud@gmail.com