وإذا كان ليس من السلوك الديمقراطي المصادرة على آراء الناخبين ورفض ما جاءت به صناديق الاقتراع، فلا بأس من التساؤل عن دوافع الغرب في دعم هذه التوجهات، وعن المعايير التي يعتمدها للحكم على مدى التزام القوى الإسلامية بمعايير الديمقراطية.
وبطبيعة الحال، قد يكون من السذاجة الاعتقاد ان الغرب يريد للمجتمعات العربية أنظمة حكم تماثل ما لديه، بمعنى تخضع للمراقبة والمحاسبة وتدافع عن مصالح بلادها وتكون غير قابلة للمساومة وقادرة على بناء دولة حديثة تتحقق فيها المواطنة المتساوية لجميع مواطنيها.
والإشارات الصادرة حتى الان سواء من تصريحات المسؤولين السياسيين أو ما تنتجه مراكز الابحاث المختلفة في الغرب، تؤكد أن ما يهم الغرب في أي نظام حكم يصل إلى السلطة في مجمل البلدان العربية هو عدة نقاط لا يتصل اي منها بالمصالح الحقيقية لشعوب تلك البلدان، وتركز جميعها على قضايا محددة مثل طبيعة العلاقة مع اسرائيل والموقف مما يسمى عملية السلام في المنطقة اضافة إلى الموقف من الغرب نفسه ومدى قدرة تلك الانظمة على رعاية مصالحه السياسية والاقتصادية، وبعض القضايا الشكلية المتصلة بالحقوق الفردية .
وبهذا المعنى، فان على الاسلاميين دفع فاتورة الرضى الغربي على دفعتين قبل الوصول للحكم عبر طرح برامج «معتدلة» خاصة تجاه اسرائيل، وبعد الوصول ايضا حيث سيكون عليهم أن يثبتوا يوميا التزامهم بمعايير الغرب تحت طائلة سحب الغطاء عنهم.