ففي الأدب مثلاً,فإن الأشكال المألوفة على صعيد البناء الفني,تتداخل بشكل كبير,وكثيراً ما نلحظ أن ثمة تأثيرات قوية وفعالة في المنتوج الثقافي السائد حالياً,وهو ما جعل النص الأدبي,في شكله على الأقل,متشابهاً إلى حد بعيد,ولم تعد تقنيات هذا النص محصوراً ببلد معين أو تيار ثقافي بعينه.
ومن المعروف على صعيد الكتابة الروائية,ظهور أشكال وتقنيات,لاقت الكثير من الاستحسان والإعجاب,وكان لها تأثيرات كبيرة على بعض الأدباء,وعلى مختلف مشاربهم وتوجهاتهم,وحتى رواية أمريكا اللاتينية,منذ صعود نجومية غابرييل غارسيا ماركيز وإلى ماريو بارغاس يوسا,كونت حالة من الإرباك للنص الأدبي العالمي,وخلقت مريدين لها في كثير من دول العالم,وأضحت مقياساً لكثير من الكتّاب والنقّاد على حد سواء,ما ساعد على إشاعتها بالشكل الذي نلحظه الآن.
ومع كل هذا,فإن مسألة الحفاظ على الخصوصية,أضحت من الأمور الملحة على فكر المبدع,ولعل نجاح رواية أمريكا اللاتينية ساهمت في خلق مناخات ملائمة لهذه المسألة,لاسيما أن شيوع الأدب ينطلق عادة من هذه الخصوصية,التي تنقل للعالم طعم ورائحة الواقع الذي خرج منه هذا النص أو ذاك.
ghazialali@yahoo.com