حيث لم يعد يكتفى بفتح الحدود أمام الإرهابيين الذي تستقدمهم شركات متعددة الجنسيات وترعاهم مخابرات أردوغان، بعد أن أصبحت حرباً مكشوفة يريد منها «لص حلب» الاستيلاء على تلك المدينة التي يريد أن يجعلها درة تاج سلطنته التي يحلم بها... ولن يطولها.
ولذلك كانت معركة حلب معركة الضرورة والاستراتيجية في زمن مفصلي لا يحتمل التأخير.
فضباط أردوغان وضباط مملكة الشر الوهابية يقودون الحملة الإرهابية العلنية الحالية على حلب، وبات منظر أرتال المدرعات والدبابات التي تدخل من تركيا أمراً عادياً بالنسبة لواشنطن التي صمتت عنه بإرادتها، فهي تستطيع لو أرادت التعاون مع روسيا أن توقف قادة تركيا والسعودية وقطر على قدم واحدة عقاباً لهم، إذا كان ما يفعلونه ليس بأمر ورضا منها.
المسألة غير مشكوك بها ولا تحتاج إلى تأويل أو مواربة أو مداورة، واشنطن هي التي تسمح لأردوغان وزمرته بالتحرك عسكرياً باتجاه حلب، فلم تعد مرتزقتها تستطيع أن تنفذ وحدها ما هو مطلوب منها وفق ما رسم من مخططات قاتمة لسورية وحلب تحديداً.
بعد تحرير تدمر من رجس داعش والتوجه نحو تحرير مدينة الطبقة ومطارها، كان لا بد لواشنطن أن تخلق ظرفاً آخر يوقف الاندفاعة السورية المستمرة لتحرير باقي مدنها من العصابات الإرهابية سواء كانوا داعش أم أي شيء آخر يشبهه، فهي تستثمر في الإرهاب أياً كان ارتباط هذا الإرهاب.
فالعصابات المرتبطة بتركيا والسعودية وقطر ليست أقل سوءاً وحقداً ودموية من عصابات داعش وهي تحت تصرف واشنطن بالوكالة.
لقد أوعزت واشنطن لأردوغان بالتحرك نحو حلب علناً هذه المرة وذلك لخلط الأوراق وتأخير الجيش السوري وحلفائه من التقدم لتحرير الرقة وباقي مدن شرق سورية.
سورية التي كانت عبر التاريخ عصيّة على الغزاة ما زالت وستبقى كذلك، ومعركة حلب ستكون الغلبة فيها لأصحاب الحق والأرض المدافعين عن عرضهم وشرفهم وكرامة شعبهم، ولن تكون لمصلحة غزاة قتلة مهما اختلفت مسمياتهم عبر التاريخ.
والقتلة سيبقون قتلة سواء كانوا داعش أم النصرة أم أحراراً اسماً وعبيداً فعلاً أم غيرها من أسماء لعصابات تشكلت وتكونت بفعل السياسة الأميركية المسؤولة عن كل ما يحدث من إرهاب في سورية والمنطقة العربية منذ خمس سنوات وقبلها في فلسطين ومازالت.....
فالحسم الآن بات في معركة حلب والنصر لجيشنا الباسل وقواته المسلحة وإخوتنا وأصدقائنا الشرفاء الذين وقفوا وقفة حق وعزّ انتصاراً للحق على الباطل وأعوانه.