يوفر لها الاحتفاظ بالأغلبية الجمهورية في هذا المجلس أو المجلسين (النواب والشيوخ), والتي بدورها ستوفر مزيداً من حرية الحركة لهذه الإدارة خلال السنتين القادمتين والأخيرتين من عمر الولاية الثانية لإدارة الرئيس بوش.
ولعل هذا كان وراء ترتيب العدوان الإسرائيلي على المقاومة اللبنانية مع نهاية شهر أيلول المقبل والذي تم التعجيل به وتقريبه الى 12 تموز الماضي, وكان في ذهن إدارة الرئيس بوش وفي ذهن الرئىس شخصياً أن يكون قضاء إسرائيل على المقاومة بالضربة العسكرية القاضية مدخلاً الى تعديل مزاج 60 في المائة من الأميركيين الذين لا يرون في أداء إدارة الرئىس بوش أداء حكيماً.
ولهذا أيضاً كان قرار العدوان قراراً أميركياً صرفاً وكان على الإدارة الإسرائيلية الغاشمة أن تنفذه, غير أن حسابات البيدر الإسرائيلي لم توافق حسابات الحقل الأميركي, فقد جاء التنفيذ الإسرائيلي غبياً متسرعاً وطائشاً لقادة أكثر غباء وطيشاً وجهالة, فارتد العدوان الى نحر المعتدين إزاء صمود المقاومة والمقاومين وارتبك الداخل الإسرائيلي وتخبط في جهله وسوء تقديراته, ناقلاً مشكلاته الى دوائر وكواليس صاحب قرار العدوان الأميركي, وليأتي دور الدبلوماسية الخبيثة في محاولة إنجاز ما عجزت القوة عن إنجازه في ميدان المعركة.
ولعل أحد محاور هذه الدبلوماسية الخبيثة ما نشهده اليوم من نغمات تعزف على أوتار السلام ومشاريعه, وعلى تشكيل فرق عمل لهذه المشاريع, كل ذلك يكون بمثابة الطعم الذي يتوهمون أن يؤدي الى تفكيك العلاقة الوطيدة بين سورية والمقاومة, فيعزل أحدهما عن الآخر, وليتلهى الأول بأضغاث أحلام السلام فيما يضرب الآخر ويسحق!!
مكشوفة, وغبية, هذه اللعبة الدائرة اليوم, تماماً, مثلما كان العدوان مكشوفاً وغبياً, وأول الدلائل على غبائها أن العقل الذي يخطط لهذه اللعبة هو ذاته العقل الذي خطط للعدوان وليس منطقياً أن تنقلب العقول الشريرة الى عقول خيرة بلمح البصر, وأن العقل الآخر الذي نفذ العدوان, يواصل جهله وغباءه في مقاربة العلاقة التي تربط سورية بالمقاومة.
لن تصلح الدبلوماسية الخبيثة ما أفسدته السياسات الغبية لطالما أن مصدرهما عقل شرير واحد?!