وبالمقابل ظهرت في دول الإقليم جوائح مرضية قديمة وتم تسجيل عدد من حالات الكوليرا، فيما سجلت العديد من دول المنطقة جائحة مرضية جديدة تمثلت بمرض كورونا ومازال الفشل يلاحق تلك الدول في التخلص من الجائحة الجديدة.
نأتي على ذكر الجوائح المرضية اليوم بمناسبة إطلاق وزارة الصحة حملة جديدة ضد فيروس مرض شلل الأطفال، حيث تم الإعلان رسمياً عن عدم ظهور أية حالة منذ 24 كانون الثاني العام الماضي.
هنا نشير أن فيروس شلل الأطفال الذي ظهر عام 2013 كانت أولى حالاته في الميادين بدير الزور ومن ثم انتقل إلى بعض المحافظات وجاءت تحاليل منظمة الصحة العالمية لتؤكد أن الفيروس من منشأ باكستاني أي أن الفيروس وافد من خارج البلاد.
وانتقل الفيروس من خلال أحشاء المجموعات الإرهابية التي عبرت حدود البلاد بشكل غير شرعي، ونظراً لكون المرض شديد العدوى وينتقل بطرق مختلفة فقد ظهرت لدى الفئة العمرية الأضعف والمتمثلة بمن هم دون سن الخمس سنوات وسهّل هذا الانتقال تحريم بعض المجاميع الإرهابية تلقيح الأطفال باعتباره حسب طقوسهم يدخل في إطار البدع.
وقصة النجاح في التخلص من فيروس شلل الأطفال وقطع سريانه تعود إلى جملة من المعطيات أبرزها الجهد الحكومي المنظم في مواجهة المشكلات الكبرى وامتلاك وزارة الصحة لجهاز صحي مؤهّل ومُدرّب على التعامل مع حملات التلقيح والذي تجاوز عدده تسعة آلاف عامل صحي يتوزعون في المراكز الصحية والنقاط الطبية الـمُحدثة في المناطق البعيدة عن المراكز الصحية وفرق التلقيح الجوّالة.
وانتزع الفريق الصحي المؤهّل اعتراف منظمة الصحة العالمية بتمكنه من الوصول إلى مناطق القطر كافة وتحصين الأطفال عبر 16 جولة لقاح شاملة ومتتالية في السنوات الثلاثة الأخيرة، إضافة لعدد من الجولات تحت الوطنية للمناطق صعبة الوصول.
وكَسب الفريق الوطني ثقة المجتمع نتيجة تكشّف نوايا كل من تركيا وفرنسا عبر إدخال لقاح مغاير للقاح المعتمد لدى وزارة الصحة بالتنسيق مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف إضافة للمأساة التي حلّت بأطفال إدلب.