تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


منعاً للالتباس

الافتتاحية
الاثنين19-8-2019
علي قاسم

يروّج بعضهم لمقولات تنحو باتجاه البحث الذرائعي لتبرير موقف هنا أو مشهد هناك، وفي بعضها تأخذ صيغة البحث عن المسوغات لإضافة الكثير من التفاصيل التي تبدو خارج السياق،

وبعيدة عن النص الأصلي للمقاربة السياسية للتطورات ومشاهدها المختلفة، وتحديداً حين يتعلق الأمر بإدلب وجوارها ودور النظام التركي عدواناً واحتلالاً، مدفوعة بنيات لا تخلو من إحاطة مغلوطة..!!‏

ولعل ما يتم تداوله من تقوّلات لتفسير بعض المعطيات الميدانية والتطورات على الأرض، وتحديداً فيما يخص نقاط المراقبة التركية وطريقة التعاطي مع التنظيمات الإرهابية التي رعتها، يأخذ منحى تلك الذرائعية بمسوغات أقرب إلى التهويل، وأحياناً تكون جزءاً لا يتجزأ من حملة العلاقات العامة المضللة لتسويق ما عجزت عنه بالإرهاب، عبر سياقات تبدو أقرب إلى استكمال التحايل التركي الذي وصل إلى الحائط المسدود.‏

النقاش ضمن هذه الدائرة الضيقة وداخل هذا الحيّز المحدود يجعل المقاربات والتحليلات داخل متاهة، أرادها الآخرون ومنظومة العدوان الغربي عموماً أن تكون جزءاً من «البروباغندا» الدعائية الأكثر خطورةً، وخصوصاً بعد أن فقدوا إلى حدٍّ كبير التجيير الإعلامي، الذي كان يتحرك قبل أيّ جس نبض ميداني، والذي غالباً ما كان أمر عمليات للتنظيمات الإرهابية تمّ استخدامه على نطاق واسع.‏

الأهم أنه حين تغلق السياسة أبوابها، أو تستعصي عليها الأمور، يكون الميدان سبيلاً طبيعياً باعتبار أن الوجود الإرهابي لا يمكن التغاضي عنه تحت أيّ شعار، وهو ما يفسر الاعتماد على تسويق بعض التقوّلات الخاطئة القائمة على قراءة مغلوطة للسياق السياسي وللمعادلات التي تنشأ على جذرها، والمسوغات غير المنطقية في فهم التفاصيل المدرجة على أجندة المرحلة.‏

فالنظام التركي الذي فقد آخر المسوّغات، وأضاع آخر الفرص، وراهن على الزمن، ولم يسعفه في الإبقاء على الحالة الإرهابية أو الاستفادة منها وتوظيفها لمصلحة الأجندات التي رسمها، يجد نفسه أمام مطرقة الالتزامات التي قطعها للروسي وفق تفاهمات سوتشي وسندان الحالة الإرهابية، التي بالغ في الرهان عليها والتعويل على المناخ القائم لتنفيذ ما عجز عنه بالمراوغة والتسويف والتضليل.‏

الفرق هنا لا يتوقف على مساحة الإنجازات العسكرية رغم أنها الأساس والجوهر، بل في جزء منه يحاكي الواقع السياسي ويملي خطابه ومفرداته وإيقاعه من خلال إنجازات الجيش العربي السوري، وينهي إلى غير رجعة الرهان على الإرهاب، من خلال إسقاط الخطوط بألوانها ونماذجها وتدرجاتها، حين يتعلق الأمر بالحسم انطلاقاً من القاعدة البديهية، أنّ ما عجزوا عنه بالإرهاب لن ينالوه بالتسويف ولا بالمراوغة، بما فيها التقوّلات الخاطئة التي سقطت عملياً أمام تقدم الجيش على تخوم خان شيخون وجوارها.‏

إدلب ينطبق عليها ما ينطبق على سواها، وكان من المفيد أن تسهم السياسة في قسط منها، لكن حين تستعصي على السياسة فإن البدائل والخيارات الملحقة والمتصلة بكل ما يرتبط بها بما فيها نقاط المراقبة التركية التي كانت شاهداً على نمو الإرهاب وترعرعه، سيتم تحييدها، وصولاً إلى تصويب المسار.. منعاً للالتباس ووضع حدّ نهائي لترويج التقولات المرفقة بها والمقولات المغلوطة التي تورّمت على هوامشها.‏

a.ka667@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6971
القراءات: 892
القراءات: 1048
القراءات: 838
القراءات: 837
القراءات: 824
القراءات: 949
القراءات: 796
القراءات: 724
القراءات: 825
القراءات: 871
القراءات: 758
القراءات: 698
القراءات: 757
القراءات: 949
القراءات: 835
القراءات: 644
القراءات: 839
القراءات: 860
القراءات: 920
القراءات: 864
القراءات: 745
القراءات: 921
القراءات: 831
القراءات: 964

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية