بداية أنا شبه مبتسم لأن توقعاتي قد صدقت . فقد توقعت للموظفين من الأبراج الهوائية والمائية والترابية والوحلية أن مبلغاً من المال في طريقه إليكم. وقد جاءت الترفيعة .وقلت إن مبلغاً من المال سيمضي في طريقه ، وهذا تحقق، فالحكومة اعتبرت الترفيعة جزءاً من خطتها لزيادة الرواتب ، أي ستقضم 9٪ من كمية الزيادة المقررة في الخطة.
تصوروا أني لخبطت كتبت كلمة جلطة بدل خطة وصلحتها قبل أن تقرأها الحكومة.
توقعت زيادات في الضرائب والرسوم والأسعار وكله تحقق . لكن جرأتي في التوقع لم تصل لدرجة أن تقدم وزارة الصحة على معايدة الناس ومضاعفة فحصية الأطباء والمعالجات السنية وغيرها . لأن عقلي أو ماتبقى منه لايستوعب حدوث ذلك، لأسباب سأقف عندها لاحقاً.
كنت معروفاً بين أصدقائي وزملائي بقوة الحاسة السادسة والسابعة عندي . لكن الآن حتى الحواس الخمس لم تعد تعمل ،وهذا صار يريحني .إذاً ثقتي محلها ،وراحتنا يسهر عليها البعض حتى الأرق .شو يعني أرق؟
في كل دول العالم ربما تزداد الأسعار أوالرسوم 5أو 10٪ .لكن عندنا صارت مضاعفة أي ضريبة أو سعر هو أقل من اعتيادي .ربما لأن المواطن فقد قدرته على الشعور بذلك.
أول رسالة وصلتني في العام الجديد علىالبريد الإلكتروني هي ربما رقم 200 ، والتي تلح على أني من الذين ربحوا بطاقة غرين كارد للهجرة ،وما علي سوى تعبئة الاستمارة ومراجعة السفارة ودفع الرسم.
ترى ما الذي يجعلني أتجاهل مئتي رسالة وفرصة الهجرة إلى بلد لا يجرؤ فيها مسؤول على فرض فرنك أو زيادة فرنك على أي غرض إلا بقانون؟ما الذي يجعلني أتشبث بهمومي وقروضي وكوابيسي غير الشخصية مما قد يأتي ، سوى ماتبقى فينا من قدرة على الإشفاق والخوف على ماتبقى ؟ أحدهم كان في سفينة ودخل الماء إلى السفينة ؛ فقالوا له:دخل الماء إلىالسفينة وقد تغرق . فقال لهم :شو سفينة أبي ؟