ومنها جريمة قتل 17 مدنياً عراقياً وجرح 20 في ساحة النسور ببغداد عام 2007 ارتكبها بدم بارد خمسة من مرتزقي بلاك ووتر حصلوا على صك براءة من المحكمة الفيدرالية في ولاية فيرجينيا في أكبر دولة تدعي الديمقراطية وحماية حقوق الانسان.
قدم الشهود للمحكمة تفاصيل موثقة ومروعة لجريمة ساحة النسور وغيرها من قطع رؤوس ودعارة وتهريب سلاح وتعذيب لكنها لم تقنع رأس العدالة في دولة عظمى بأن مرتزقة بلاك ووتر قتلة ومجرمو حرب فقال القاضي كلمته: « هؤلاء الخمسة المتهمون اعترفوا بجريمتهم تحت التهديد وهم أبرياء رغم أن شركتهم السوداء هي القوة العسكرية الخفية الثانية بعد القوات الامريكية في التحالف الدولي لاحتلال العراق الذي ضم 39 دولة هربت كلها من المستنقع العراقي ليبقى العراق مع بداية العام 2010 في قبضة الولايات المتحدة وحدها.
وبقاء العراق في هذه القبضة يرتب على المحتل مسؤولية قانونية إن لم نقل أخلاقية بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب سواء من القوات النظامية أم من بلاك ووتر التي غيرت اسمها للتمويه فأصبح
( XE سيرفيسز) لتعود للعراق من الباب الخلفي وترتكب المزيد من الجرائم.
خطورة بلاك ووتر أو شركات الموت أو (XE) في انها تحمل العلم الاميركي وعدد أفرادها يتجاوز 2.300 مليون مرتزق وتملك اكبر قاعدة عسكرية خاصة في العالم مدججة بالاسلحة ولاينطبق عليها القانون الامريكي ولا اتفاقيات جنيف ومبدأ الفضيلة ، مايعني توفير فرصة ربح مادي اكثر باشعال المزيد من الحروب.
للقاضي الامريكي الذي برأ مجرمي بلاك ووتر من مجزرة قتل مدنيين عراقيين نقول: ماذا لو كان القتلى أمريكيين في أي مكان في العالم فهل سيبرأ العالم من دمهم؟!.
جواب برسم عدالة امريكية عمياء عن مجازر اسرائيل وعن محاسبة رئيس حرب هو جورج بوش الذي قتل مليوناً ونصف مليون عراقي في حرب مستمرة بلا مبرر ولاشرعية أورثها لخلفه أوباما الذي بدأ هو الآخر ينزلق لمستنقع حروب تبعده عن شعار الامل في تصحيح الصورة السيئة لبلاده في العالم؟!.