تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خطاب الشظايا الأخير!!

حدث وتعليق
الخميس 25/9/2008
هيثم صالح

نشر الرئيس الأميركي جورج بوش شظايا خطابه الانشطاري أمام الأمم المتحدة كعادته, في كل الاتجاهات بحيث لم تسلم منها روسيا وايران وسورية وكوريا الديمقراطية ودول اميركا اللاتينية والصين وغيرها من الدول الاعضاء في المنظمة الدولية.

بوش الذي يجيد لغة التفجير والانشطار أكثر من غيره من الرؤساء الأميركيين كونه قاد حربين مدمرتين في المنطقة حملتا معهما آلاف الصواريخ والقنابل والأسلحة الفتاكة وقتلتا زهاء مليوني شخص في العراق وافغانستان لم يدرك بعد أن من يوجه لهم الاتهامات بالتوتير وتعريض السلم العالمي للخطر كانوا السباقين في الدعوة إلى السلام والحوار , حين ذهب مع حفنة من أعوانه وحلفائه لاشعال الحروب والفتن والأزمات الدولية في أكثر من بقعة في العالم.‏

ومع أنه الخطاب الأخير له أمام المنظمة الدولية يبدو أن بوش لا يزال يتوهم أن مشاريعه قابلة للتحقيق, وأن هناك أحداً ممن سمع تخرصاته يؤمن بما قاله أو يقوله حيال كافة المواضيع والمسائل الدولية التي تطرق إليها, والدليل على ذلك سقوط غالبية من حوله في إدارته الكارثية نتيجة عجزهم عن تبرير الأفعال التي قامت بها هذه الإدارة غير المأسوف على قرب رحيلها فضلاً عن تخلي حلفائه عنه وانسحابهم وتبرئهم من أفعاله التي جرت عليهم وعلى شعوبهم اللوم والكراهية والحقد.‏

ما يثير السخرية أنه لم يتوقع أحد من المراقبين أن يأتي الرئيس الأميركي بجديد في خطابه أو أن يستخلص العبر من التجربة الفاشلة لإدارته وأفعالها المأساوية على مدار السنوات الماضية (لأن الإناء لا ينضح إلا بما فيه).‏

وما يزيد الطين بلة أن عبارات الرئيس بوش المكرورة والتي تفوح منها رائحة البارود والنار والخراب والموت تطايرت أمام ممثلي المنظمة الدولية , التي بقيت على مدار العقود الماضية من تأسيسها أسيرة تجاذبات الدول الكبرى المهيمنة بل وأصبحت الآن أكثر شللاً ومعاناة وانحيازاً لجانب الولايات المتحدة التي تعتبر الآن السلطة الوحيدة المسيطرة على سكناتها وحركاتها.‏

لكل ذلك فإنه للحد من تأثير التداعيات اللاحقة وعدم الانجرار وراء ما يريده بوش أو يخطط له لابد للداخل الأميركي والإدارة القادمة من استخلاص النتائج واستدراك الاخطاء واصلاح ما يمكن إصلاحه.‏

أما على صعيد المنظمة الدولية التي استخدمها بوش منبراً لتخرصاته, فلابد لهذه المنظمة من العمل سريعاً على اصلاح الخلل الذي عانت منه ولا تزال , لاستعادة دورها الذي انشئت وأسست من أجله قبل فوات الأوان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 هيثم صالح
هيثم صالح

القراءات: 725
القراءات: 796
القراءات: 826
القراءات: 752
القراءات: 874
القراءات: 832
القراءات: 807
القراءات: 826
القراءات: 872
القراءات: 903
القراءات: 909
القراءات: 1219
القراءات: 945
القراءات: 1019
القراءات: 1009
القراءات: 961
القراءات: 992
القراءات: 989
القراءات: 1032
القراءات: 1110
القراءات: 1087
القراءات: 1130
القراءات: 1007
القراءات: 1085
القراءات: 1158

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية