تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طبل لبنان وعرس إيران!

معاً على الطريق
الثلاثاء 14-11-2017
خالد الأشهب

ثمة حقيقة لا زلت اقتنع بها منذ الأشهر الأولى للحرب الإرهابة الدولية على سورية.. بالضبط منذ بداية التسريبات الإعلامية والسياسية عن تولي جهات إقليمية مثل قطر والسعودية وتركيا وغيرها تمويل وتذخير هذه الحرب والتحريض عليها بعقائد دينية طائفية،

وهي أن الحرب ستتوقف تماماً لحظة وقف تمويلها مالياً وعقائدياً، ومادام ذلك قائماً ومستمراً فإن الحرب قائمة وتزداد اشتعالاً!‏

إنه منطق الأشياء وليس أكثر، وهو التحليل الأكثر بساطة للمشهد المتنامي بفعل نسغ الغذاء الخارجي الممتد إلى الداخل الإرهابي السوري، وهو التفسير الذي بات نهائياً لتعليل استطالة هذه الحرب وشراستها. في المقابل، وبعدما اتضح المشهد جلياً للعلاقة الوثيقة بين ثقافة الإرهاب وبين أوردة تغذيتها وتظهيرها، اتبعت الدولة السورية ثقافة مقابلة ومناقضة تماماً، هي ثقافة المقاومة المتوفرة أصلاً والمتنامية بفعل أوردة تغذيتها الممتدة من إيران ومن روسيا والصين ومعظم الشرق وصولاً إلى المقاومة اللبنانية المسلحة.. ليبيت الصراع إقليمياً ويصحو على مشروعين متقابلين متضادين.. مشروع الإرهاب وله ثقافته وغذاؤه ومشروع المقاومة وله أيضاً ثقافته وغذاؤه!!‏

لا أشك أبداً في القدرات السياسية الإسرائيلية الأميركية في التحليل والاستنتاج، ولا أشك لحظة في أن صانع القرار الإسرائيلي بات يدرك جيداً.. خاصة بعد مجموعة المحاولات الإسرائيلية المدمرة لكسر مقاومة حزب الله وآخرها الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، أن إضافة محاولة جديدة، مهما كانت عنيفة ومدمرة، لن تؤثر عميقاً في ثقافة المقاومة وقدرتها على الترميم وإعادة البناء السريعة، ولن تحسم انتصاراً إسرائيلياً نهائياً عليها.. دون تقطيع أوردة تغذيتها ودعمها الإقليمية والدولية، وبالذات الأوردة القادمة من إيران وسورية بعد استثناء روسيا والصين بوصفهما قوتين عظميين من الغباء المدقع محاولة مواجهتهما مباشرة ؟‏

الاستنتاج الإسرائيلي الأميركي الأرجح اليوم، وسواء بتحريض وتمويل سعودي أو من دونهما، هو ضرب المقاومة بدءاً من إيران بعد سورية وليس من لبنان.. ودون أن ننسى أن السعودية وغيرها من المحميات الخليجية تعمل عند إسرائيل وليس العكس، ومن الأفضل، وفقاً لما استنتجه العقل السياسي والاستراتيجي الإسرائيلي الأميركي المشترك من تجاربه السابقة، أن يكون حشد العدوان وفاعليته القصوى باتجاه إيران أولاً ؟‏

من موقع الرؤية هذا، نفسر جملة المواقف الأميركية الإسرائيلية العدائية المتصاعدة تجاه إيران، ونفسر ذلك الدور العقائدي والتمويلي التحريضي الوضيع الذي تلعبه السعودية في الاتجاه ذاته، وكذلك الأدوار اللوجستية والعسكرية التي تلعبها في دعم وتمويل قوى الإرهاب والرجعية في سورية والعراق واليمن بوصفها بنية تحتية ضرورية، تمهد لحلول الحشد العدواني الأميركي الإسرائيلي في المدى البعيد أو حتى المنظور وتهيئ له!‏

إن من علائم الضحالة وقصر النظر أن نقرأ المشهد السعودي الدائر حول لبنان اليوم بكل تفاصيله على أنه يستهدف لبنان ومقاومته مباشرة.. فيما الطبل في لبنان والعرس في إيران؟؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2198
القراءات: 2099
القراءات: 2521
القراءات: 2477
القراءات: 2253
القراءات: 2622
القراءات: 2566
القراءات: 2502
القراءات: 2272
القراءات: 2595
القراءات: 2807
القراءات: 2698
القراءات: 2400
القراءات: 2860
القراءات: 2927
القراءات: 3009
القراءات: 2791
القراءات: 3168
القراءات: 3118
القراءات: 3224
القراءات: 2621
القراءات: 3090
القراءات: 3576
القراءات: 3339
القراءات: 3396

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية