الانتقال بين خانات المخاتلة الماضية، والمكاشفة الراهنة، استدعى ان تكون مكاشفة اليوم صارخة ونافرة إلى الحد الذي تضم فيه الخارطة الجديدة في منهاج الصفوف الابتدائية،اسم إسرائيل بخط واضح ومتعمد ولا ينطوي تحت خطأ مطبعي.
العلانية الراهنة قادت،من ضمن ما قادت إليه، إلى حذف درس الطيار فارس العجلوني من منهاج الصف الثالث الابتدائي. المكاشفة بدأت تتحرك في مسح البعد الوطني من المناهج.
كان الأردن يتوارى خلف العروبة لضمان بقاء خطوط الإمداد، وما حصل بالأمس «اكتشف» ان التواري لم يعد يجدي في عالم عارٍ، ان الأخلاق العربية الحميدة تقتضي اللعب على المكشوف ومن فوق الطاولة، مع الحفاظ على الطاولة لأنه قد يحتاج الى ماتحتها للعب أوراق جديدة.
فعل ذلك انسجاما مع عوامل الدفع الذاتي التي تفضل ديمومة العرش على ماعداها من تفضيلات بأبعاد قومية خلبية يدعيها ولايتمثلها،وعليه تم إسقاط بعض العروبة غير النافع.ذلك الجزء من العروبة الفقير بعناصر تكوينه،ولا تفوح منه روائح «العز» التي بمقدور النفط إشاعتها أمام الحواس.
«ذبحتنا» الحملة التي أطلقها الغيارى على البعدين الوطني والعربي لن تجدي شيئاً ولن تنفع في ثني الوزارة عن إعادة نبض فلسطين على الخارطة،ولن تعيد عطر الطيار الى الورق. الاثنان راسخان في الذاكرة الأردنية.
تغيير في الورق.تغيير المناهج يعني تغييراً في الوعي.الذاكرة ورق لايحترق.