ألا تشغلنا عملية صيد الجوائز عن إنتاج النصوص الفاتنة؟ وفي الأصل أليست وظيفة النص غواية القارئ وجره إلى «الشجرة المحرمة»؟ مرضاها يقعون بين حدي اللؤلؤ او الردى، كخليج السياب «يا واهبا للؤلؤ والمحار والردى».
عقد نقص عندنا لموازاة قاماتنا بقامات أعلام على مستوى عالمي ؟
أربعة أسماء هي غلة العرب من شجرة الجائزة «الوارفة منذ مئة عام»، أي زرع زرعناه لنحصد هذا الحصاد ؟ نقاتل عن حقنا في الجائزة من بوابة الشعر فحسب، فنحن أمة شعر وشعراء، وهؤلاء لايتبعهم الا الغاوون، لانقاتل ولا حتى بخنجر من خشب في مضامير الفيزياء والرياضيات وعلوم العصر التي تتفتق عن جديد في كل لحظة. نحن لم نساهم في إثراء الثقافة الإنسانية، كما يأتي الوصف في ديباجة تقديم الجوائز؟
نجيب محفوظ وفي جلسة على كورنيش النيل قال قبيل إعلان فوزه: «نوبل ايه، خلينا نُقرا في بلادنا ومن قرائنا أفضل».
ثمة من يفرق بين القطاف، كحلم مشروع لكل محترف للكتابة، وبين العمل كخياط يفصّل على المقاس، فان تنشغل في الهم الثقافي اصالة، والوضع يختلف اذا كان همك يلهث وراء الهوس والضوء والشهرة، ان تكون تتويجا لرحلة شاقة امر يختلف عن التسول.