التي تحقق بمجملها عائدات معقولة لأصحابها تكفيهم شر الحاجة والعوز خاصة بعد أن دب الكسل في مفاصل تلك الضيع والقرى مع تحول أهلها من نمط الإنتاج لنمط الاستهلاك لكل شيء بدءا من صناعة الرغيف إلى هجران الزراعة والاعتماد على تجار المدن الذين يدورون بشاحناتهم على بيوت القرية لتأمين حاجتهم من الخضرة والفاكهة ومستلزمات الغذاء .
أهمية الدعوة لإحياء سوق الضيعة تعيدنا للزمن غير البعيد يوم كان الريف السوري يشكل رافعة اقتصادية مهمة تغذي المدن بشتى عطاءات الخير من محاصيل زراعية وبساتين وغير ذلك من المنتجات البلدية التي حفرت في ذاكرة الجيل الماضي وصارت جزءا من تقاليد الماضي .
هي دعوة للاهتمام بالزراعة كمنتج أساسي وحامل مهم لاقتصادنا الوطني الذي تشكل الزراعة بشقيها النباتي والحيواني منطلق التطور لصناعتنا الوطنية .
هي دعوة للانتقال خطوات مدروسة نحو تعزيز مفهوم تنمية الريف بتشجيع الإنتاج ، لتحفيز أبناء القرى الذين استقطبتهم أضواء المدينة فهجروا الخبز البلدي إلى الكاتو والخبز السياحي واستبدلوا العمل الزراعي بالمهن الخدمية والاستهلاكية طمعا بوظيفة عامة تعطيهم المال بدلا من وجع الرأس الذي يصيبهم نتيجة العمل بالزراعة خاصة بعد انتشار دعوات تنادي بقلة الجدوى الاقتصادية للعمل الزراعي فما يحصل عليه مدني نتيجة المضاربات والشطارة بساعة ربما يفوق تعب سنة كاملة ، وغرابة هذه الدعوات أن مروجيها اجتهدوا لانتشارها ونجحوا في مواقع عديدة لكن لا بد من الصحوة .. نعم صحوة تعيدنا بعقلية الحاضر واستشراف المستقبل إلى جوهر الضيعة وعاداتها الإنتاجية مع الإشارة إلى تشجيع تأسيس ورش تصنيع صغيرة للصناعات الغذائية المنزلية التقليدية في المناطق والقرى الريفية وإحداث مراكز لبيع وتسويق منتجاتها بشكل مباشر إلى المستهلك في المدن المختلفة بتشجيع من البلديات والمحافظات. فهل نبدأ الخطوة المنتظرة ؟