ومازال يرفض أن «يساوم» إلا بسعر جديد وإقامة نجومية مديدة. ومن شحت إليه دروب العطاء صار يساوم ويساوم.. ولا فرق بين مبادئ وأخلاق وشيكات!
لاحظوا كيف أن أرض «النضال» الممتدة من الدوحة والرياض إلى واشنطن ولندن مروراً باستنبول وباريس ترسم ضيق وانفراج القسمات والملامح على وجوه من يسمون «معارضين سوريين», فمن استقر على أرض أوروبية أو أميركية ثابتة علا صوته وتطرف وعبس, ومن توضع على أرض خليجية أو تركية حسب ألف حساب وحساب فثمة يوم للطرد أو الترحيل لا مناص.. فلا بأس من احتساب خطوط الرجعة مشفوعة بتهاون وابتسامة!!
فماذا لو تقطعت بهم كل سبل القبض والشيكات المؤجلة والمعجلة وانفض المانحون..؟ وماذا لو اهتزت تحتهم كل الأرض ما ثبت منها واستقر وما اهتز وماد؟
هذه هي الحكاية في الهزيع الأخير من حروب الإرهاب، وهذا هو الفارق الحقيقي ما بين أستنة وجنيف، بازارات مفتوحة ولا شيكات على بياض.. ولا ثورة ولا ثوار ولا معارضة ولا معارضون إلا بما قسم لهم المانحون من أصحاب الياقات والعباءات.
الدولار في كفة الميزان.. وفي الكفة الأخرى ضع ما تشاء ومن تشاء من المعارضة والمعارضين، وثمة فسحة لا تزال من وقت و«نضال» في الطريق الطويل من جنيف إلى أستنة.